تصاعد معدل الجوع في غزة مع استمرار الهجوم على رفح

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع العربي الجديد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
طباعة الموضوع
  • بادئ الموضوع
مع استمرار الهجوم على رفح، يزداد الجوع في غزة. ويتوقع مسؤولو الإغاثة وخبراء الصحة حدوث مجاعة هذا الشهر، ما لم ترفع إسرائيل الحواجز أمام المساعدات الإنسانية ويتوقف القتال، وفقاً لما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الجمعة. يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال توسيع عملياته البرية إلى عمق مدينة رفح، حيث يقترب من اقتحام الأماكن المكتظة، في ظل تواصل إغلاق معبر رفح، وهو المنفذ الوحيد لحركة الجرحى والمرضى باتجاه مراكز العلاج في الخارج.

وأوضحت الصحيفة أن مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، كانت لأسابيع واحدة من الأماكن القليلة التي يمكن أن يجد فيها سكان غزة اليائسون بعض المساعدات والغذاء. المخابز تبيع الخبز، المولدات تعمل بالوقود، والأسواق مفتوحة، وإن كانت باهظة الثمن. ولكن منذ أن بدأت القوات الإسرائيلية توغلها في المدينة هذا الشهر - وهو ما أدى فعلياً إلى إغلاق المعبرين الرئيسيين اللذين تدخل منهما المساعدات - أصبحت رفح مكاناً للخوف والإمدادات المتضائلة وأغلقت المخابز، وكذلك مراكز علاج سوء التغذية. وقد تضاعف سعر الحطب الذي يستخدمه كثير من الناس الآن للطهي. أصبحت الخضر باهظة الثمن لدرجة أنها تباع بالقطعة وليس بالكيلوغرام.

ونقلت عن مسؤولي إغاثة وخبراء صحة قولهم إننا "نتوقع مجاعة في غزة خلال الشهر الجاري ما لم ترفع إسرائيل القيود عن المساعدات". وأضافوا أن "المجاعة في غزة متوقعة ما لم يتوقف القتال وتعود الخدمات الحيوية، مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة، والتي يجب أن تكون موجودة لدرء سوء التغذية". وأشاروا إلى أن "الجوع يتفاقم في غزة مع تواصل الهجوم الإسرائيلي على رفح" المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة.

Another day of calculated starvation.

Another day of shame for a West choosing to remain apathetic, complicit, morally bankrupt.https://t.co/KisQnIs0Fn

— Yanis Varoufakis (@yanisvaroufakis) May 24, 2024


ونقل تقرير "نيويورك تايمز" عن أحمد أبو الكاس (51 عاماً)، الذي يحتمي مع عائلته في رفح، قوله: "هناك دائماً شيء مفقود، إذا كان لدينا خبز، فليس لدينا ماء، إذا كان لدينا حطب، فلن يكون لدينا بعض الخضروات الأساسية".

تحذيرات متواصلة من الجوع في غزة​


وأفاد التقرير بأنه لعدة أشهر حذّر مسؤولو الإغاثة وخبراء الصحة من أن المجاعة وشيكة في غزة ما لم يتوقف القتال وترفع إسرائيل الحواجز التي تحول دون وصول معظم المساعدات الإنسانية والخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة، والتي يجب أن تكون موجودة لدرء سوء التغذية.

ويقول التقرير: "لم يتم استيفاء أي من هذه الشروط، بل إن الظروف أصبحت أسوأ في بعض الأماكن. ولا يدخل إلا القليل من الوقود لتشغيل المستشفيات أو الخدمات البلدية. وقد فر مئات الآلاف من الأشخاص من رفح إلى الشمال، حيث لا يحصلون إلا على القليل من المياه أو الرعاية الطبية".


التحذيرات من الجوع في غزة تأتي في ظل تحذير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، من أن العمليات الإنسانية تقترب من الانهيار، بسبب دخول أقل كمية من السلع الإنسانية إلى القطاع منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرا إلى أن ذلك يجعل خطر المجاعة "حقيقيا للغاية".

وذكر البرنامج في بيان صحافي أن أقل من مائة شاحنة دخلت غزة منذ السادس من مايو/أيار الجاري، مضيفا أن التشغيل المحدود للمعابر الحدودية الجنوبية، وهي بمثابة الشرايين الرئيسية، يقلل كثيرا وصول الوقود والمساعدات إلى أي جزء من غزة. وأشار البرنامج إلى أن جميع المخابز في رفح أغلقت أبوابها، إلا أنه "لا يزال قادرا على دعم ستة مخابز في وسط غزة، وأربعة في المدينة، ومخبز واحد منذ يوم الاثنين الماضي في جباليا".

وحتى لو فُتحت أبواب المساعدات غدًا، يقول خبراء الصحة إن عددًا أكبر من الناس سيموتون من الجوع في غزة أو من أمراض كالإسهال لأن أجسامهم ضعيفة للغاية والرعاية الطبية شحيحة للغاية، بحسب تقرير الصحيفة. وقالت جانتي سويريبتو، رئيسة منظمة إنقاذ الطفولة الأميركية ومديرتها التنفيذية: "لم نشهد شيئًا كهذا من قبل في أي مكان في العالم"، في إشارة إلى استفحال الجوع في غزة.

ومنذ 6 مايو/ أيار الجاري، نزح ما يقرب من 815 ألف شخص من رفح، إضافة إلى ما يقرب من 100 ألف آخرين نزحوا من الشمال في الفترة نفسها، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. ومن المرجح أن يتصاعد العدد مع استمرار الهجوم الإسرائيلي على رفح.

وحتى قبل عملية رفح، قالت وكالات الإغاثة إن حجم المساعدات التي تدخل غزة أقل بكثير من المطلوب. وقبل الحرب، كانت تمر حوالي 500 شاحنة مساعدات يوميا عبر كرم أبو سالم ورفح، وهما المعبران الرئيسيان المؤديان إلى غزة. لكن هذا الرقم انخفض بنحو 75 بالمائة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ليصل إلى نحو 119 شاحنة يوميا، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

ويفيد التقرير بأنه "ألقى مسؤولو المساعدات والعديد من الحكومات المانحة، ومن بينها الولايات المتحدة، باللوم على إسرائيل لقيودها الصارمة على المساعدات، بما في ذلك منع المواد الأساسية وفرض مجموعة متنوعة من القيود الأمنية في كل مرحلة تقريبًا من العملية. وجاءت التأخيرات أيضًا من مصر، حيث يتم جمع معظم المساعدات قبل إرسالها إلى غزة".

التجويع كسلاح حرب​


طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، يوم الاثنين، إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع، متهماً إياهما باستخدام التجويع كسلاح حرب، من بين مزاعم أخرى. ولم يتم إصدار أي مجموعة من أوامر الاعتقال. وتزعم إسرائيل أنها تقوم بدورها، بحجة أنه يجب عليها فحص البضائع بدقة بحثًا عن أي شيء يمكن أن يستخدمه مقاتلو حماس، وتقول إن ما يكفي من المساعدات يدخل إلى غزة، وألقت باللوم على منظمات الإغاثة لعدم توزيعها بشكل أسرع على المدنيين، وهو اتهام يرفضه مسؤولو الإغاثة، قائلين إن القوات الإسرائيلية جعلت من الصعب للغاية القيام بذلك.

وتقول الصحيفة: "بحلول الوقت الذي يتم فيه إعلان المجاعة، سيكون الوقت قد تأخر كثيراً، وستكون هناك بالفعل مجاعة واسعة النطاق".

والمجاعة هي مصطلح تقني يشير إلى أن سكان منطقة ما يواجهون سوء التغذية على نطاق واسع وإلى حدوث وفيات مرتبطة بالجوع. وكان تقرير أممي سابق قد أفاد أيضا بأن جميع سكان غزة يواجهون مستويات توصف بالأزمة في انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ، وذكر أن نصف عدد السكان (1.1 مليون شخص) في غزة استنفدوا بالكامل إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف ويعانون من الجوع الكارثي (المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) والتضور جوعا. ويعد هذا أكبر عدد من الأشخاص على الإطلاق الذين يواجهون جوعا كارثيا يتم تسجيله من قبل نظام تصنيف الأمن الغذائي، وضعف العدد في المرحلة الخامسة من التصنيف الصادر قبل ثلاثة أشهر فقط.

بينما تتجه الأنظار للحكم الذي ستصدره محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، بشأن طلب جنوب أفريقيا إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح في قطاع غزة، يواصل الطيران الحربي غاراته على مناطق متفرقة من قطاع غزة المحاصر، مع دخول حرب غزة يومها الـ231. ويتواصل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة بحرا وبرا وجوا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، متسببا بكارثة إنسانية مكتملة الأركان يجسدها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، والدمار الهائل في البنى التحتية والمرافق الحيوية.

2152224933.jpeg
 
  • Google Adsense
    إعلانات Google