"إذا عرفوا أن يوم القيامة سيكون غدًا سيتسابقون في رفع أسعار المصاحف، وسجاجيد الصلاة"... هذا ما يقوله بسخرية بكر عبد الدايم، الرجل السبعيني منحني الظهر بشوش الوجه، في أثناء بحثه عن ملابس ومستلزمات للحج بأسعار مناسبة في المحال التجارية بالمنشية وسط الإسكندرية (شمال)، لكنه صُدم بارتفاع الأسعار على عكس توقعاته.
وتشهد المحال التجارية والمكتبات الدينية في الإسكندرية شمالي مصر، في نفس التوقيت كل عام، حالة من الرواج لملابس الإحرام ومستلزمات الحج، التي يحرص على شرائها الحجاج المسافرون لأداء النسك العظيم. وتبدأ وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، تسفير أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة اعتبارا من يوم 29 مايو/أيار الجاري، على أن يكون سفر باقي الحجاج تباعا. كما ظهرت منصات البيع الإلكتروني للمنتجات، كمنافس للمحال والمكتبات الإسلامية في بيع مستلزمات الحج، باختلاف مستوياتها وأسعارها، مع توفير التوصيل حتى باب المنزل.
ويضيف عبد الدايم، لـ"العربي الجديد": "عشت العمر كله على أمل الظفر بفرصة زيارة بيت الله الحرام ورؤية الكعبة المشرفة قبل أن يأتي الأجل، وعندما جاءت الفرصة فوجئت بمصروفات لا تنتهي، على الرغم من أنني من حجاج حج القرعة رخيص الثمن مقارنة بالحج السياحي، الأمر الذي دفعني إلى الاستغناء عن بعض الاحتياجات الضرورية".
وتابع: "الرسوم الحكومية ليست هي الباب الوحيد الذي يحتاج إلى أموال كثيرة، بل إن الأبواب الفرعية والمستلزمات تكاليفها كبيرة أيضًا، وتزيد الإرهاق المالي للراغبين في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام." وحسب صاحب أحد محال مستلزمات الحجاج وسط الإسكندرية، إبراهيم معروف، لـ"العربي الجديد"، تشتمل مستلزمات الحجاج على أغراض شخصية، مثل ملابس الإحرام والأغراض الشخصية والمواد الصحية وأغراض النظافة، والحقيبة الرئيسية.
وعن نوعية المنتجات وجودتها، يقول معروف إن مستلزمات الحجاج تُصنف على 3 مستويات بحسب جودتها، ليكون للمسافر الخيرة من أمره، وتبدأ أسعار بيع ملابس الإحرام من 850 إلى 1800 جنيه (الدولار = نحو 47 جنيها)، بينما عندما تُباع مع باقي المستلزمات تكون أقل قليلًا.
وأشار إلى وجود زيادة كبيرة في أسعار مستلزمات وملابس الإحرام خلال العام الجاري، بسبب تعويم الجنيه وغلاء الخامات، وهو ما قد يفسر ضعف وتراجع الإقبال مقارنة بنفس الفترة من الأعوام السابقة. وأضاف: "نقدم حقيبة كاملة شاملة لمستلزمات الحج، بـ3 أسعار حسب مستواها، وهي 2540 جنيهًا و3250 جنيهًا، و4115 جنيهًا، كما توجد مستويات أعلى تصل في بعض الأحيان إلى 7500 جنيه، نوفرها للعميل بالطلب، مضيفًا أن الحقيبة وغالبية محتوياتها مصنوعة في الصين، إلا أنها متدرجة في مستوى جودتها."
ومن أمام إحدى المكتبات الإسلامية، تقف أم إسلام (61 سنة)، تفاضل بين مستلزمات الحج بحيرة للاختيار من بينها، وتقول لـ"العربي الجديد": أسعار مستلزمات الحج مرتفعة جدًا، وفيها نوع من الاستغلال للظروف، مع انخفاض أعداد البائعين المتخصصين في هذه السلع.
جابر عطية (69 عامًا)، يرى هو الآخر أن أسعار مستلزمات الحج مبالغ فيها للغاية، ووصف ذلك بأنه عبارة عن استغلال لحاجة الحجاج وخاصة كبار السن، مضيفًا: من المفترض أن تكون الخدمات والمنتجات المرتبطة بالحج متاحة بأسعار معقولة تتناسب مع الدخل الضعيف لبعض الحجاج، ويجب ألا يكونوا مضطرين إلى دفع مبالغ باهظة لشراء حقيبة تحتوي على مستلزمات أساسية.
وتابع: يجب أن نأخذ في الاعتبار أن كبار السن يحتاجون إلى دعم إضافي ورعاية خاصة خلال رحلتهم الدينية، ومن ثم ينبغي أن توفر لهم الحكومة أو المنظمات الدينية حقائب مجانية أو بأسعار رمزية تحتوي على جميع المستلزمات الضرورية لتسهيل تنقلهم وراحتهم في أثناء الحج.
من جانبه، يقول عضو غرفة السياحة بالغرفة التجارية، أحمد راشد، لـ"العربي الجديد": نشهد حاليًا ارتفاعًا في أسعار مستلزمات الحج، وهناك عدة أسباب تسهم في ذلك، أحدها هو أن الحج موسم سنوي يتكرر مرة واحدة فقط في العام، وهذا يدفع البائعين إلى زيادة هامش الربح الخاص بهم، إذ يرون في الحج فرصة لتحقيق أرباح كبيرة؛ ومن ثم يميلون إلى المبالغة في تسعير المستلزمات الخاصة بالحج.
وأضاف راشد أن بعض المسافرين قد يميلون إلى المبالغة في شراء كميات كبيرة من المنتجات التي يحتاجونها في أثناء الحج، وهذا يضع ضغطًا إضافيًا على السوق، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يعود ليشكل تحديًا لباقي الحجاج، خاصةً الكبار في السن وذوي الدخل المحدود. وتابع: لسنا مختصين كغرفة أو كشركات سياحة بما يخص مستلزمات الحج، ولكننا نوفر التوعية للحجاج للتخطيط الجيد وشراء المستلزمات المطلوبة بحسب الحاجة الفعلية، وعدم الوقوع في فخ المبالغة في الشراء، ونوضح لهم أهم وأوفر المحال التجارية، ونسعى جاهدين للتشجيع على تنافسية الأسعار وتوفير خيارات متنوعة للحجاج، ليتمكن الحجاج من تأدية فريضة الحج بكل يسر وسهولة.
يقول تاجر مستلزمات الحج بوسط الإسكندرية، عمران السبع، إن الأسعار زادت نحو 20% عن العام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الخامات التي يتم استخدامها في صنع المستلزمات. وأضاف: "هناك تقلبات دائمة في أسعار المواد الخام من القماش والجلود وغيرها، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن عملية تصنيع المستلزمات الحجية تتطلب مهارات وخبرات متخصصة، وهذا ينعكس في تكلفة العمالة والمعدات، كل ذلك يزيد من تكاليف الإنتاج ويؤثر على أسعار المنتجات".
ولفت إلى أن "الحج مناسبة سنوية محدودة الوقت، وهذا يعني أن عمليات الإنتاج والتوريد تتم في فترة زمنية محدودة أيضًا. وهذا العامل يزيد من ضغط العمل ويؤثر على تكلفة الإنتاج، وبالتالي ينعكس على الأسعار.
وتشهد المحال التجارية والمكتبات الدينية في الإسكندرية شمالي مصر، في نفس التوقيت كل عام، حالة من الرواج لملابس الإحرام ومستلزمات الحج، التي يحرص على شرائها الحجاج المسافرون لأداء النسك العظيم. وتبدأ وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، تسفير أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة اعتبارا من يوم 29 مايو/أيار الجاري، على أن يكون سفر باقي الحجاج تباعا. كما ظهرت منصات البيع الإلكتروني للمنتجات، كمنافس للمحال والمكتبات الإسلامية في بيع مستلزمات الحج، باختلاف مستوياتها وأسعارها، مع توفير التوصيل حتى باب المنزل.
ويضيف عبد الدايم، لـ"العربي الجديد": "عشت العمر كله على أمل الظفر بفرصة زيارة بيت الله الحرام ورؤية الكعبة المشرفة قبل أن يأتي الأجل، وعندما جاءت الفرصة فوجئت بمصروفات لا تنتهي، على الرغم من أنني من حجاج حج القرعة رخيص الثمن مقارنة بالحج السياحي، الأمر الذي دفعني إلى الاستغناء عن بعض الاحتياجات الضرورية".
وتابع: "الرسوم الحكومية ليست هي الباب الوحيد الذي يحتاج إلى أموال كثيرة، بل إن الأبواب الفرعية والمستلزمات تكاليفها كبيرة أيضًا، وتزيد الإرهاق المالي للراغبين في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام." وحسب صاحب أحد محال مستلزمات الحجاج وسط الإسكندرية، إبراهيم معروف، لـ"العربي الجديد"، تشتمل مستلزمات الحجاج على أغراض شخصية، مثل ملابس الإحرام والأغراض الشخصية والمواد الصحية وأغراض النظافة، والحقيبة الرئيسية.
وعن نوعية المنتجات وجودتها، يقول معروف إن مستلزمات الحجاج تُصنف على 3 مستويات بحسب جودتها، ليكون للمسافر الخيرة من أمره، وتبدأ أسعار بيع ملابس الإحرام من 850 إلى 1800 جنيه (الدولار = نحو 47 جنيها)، بينما عندما تُباع مع باقي المستلزمات تكون أقل قليلًا.
وأشار إلى وجود زيادة كبيرة في أسعار مستلزمات وملابس الإحرام خلال العام الجاري، بسبب تعويم الجنيه وغلاء الخامات، وهو ما قد يفسر ضعف وتراجع الإقبال مقارنة بنفس الفترة من الأعوام السابقة. وأضاف: "نقدم حقيبة كاملة شاملة لمستلزمات الحج، بـ3 أسعار حسب مستواها، وهي 2540 جنيهًا و3250 جنيهًا، و4115 جنيهًا، كما توجد مستويات أعلى تصل في بعض الأحيان إلى 7500 جنيه، نوفرها للعميل بالطلب، مضيفًا أن الحقيبة وغالبية محتوياتها مصنوعة في الصين، إلا أنها متدرجة في مستوى جودتها."
ومن أمام إحدى المكتبات الإسلامية، تقف أم إسلام (61 سنة)، تفاضل بين مستلزمات الحج بحيرة للاختيار من بينها، وتقول لـ"العربي الجديد": أسعار مستلزمات الحج مرتفعة جدًا، وفيها نوع من الاستغلال للظروف، مع انخفاض أعداد البائعين المتخصصين في هذه السلع.
جابر عطية (69 عامًا)، يرى هو الآخر أن أسعار مستلزمات الحج مبالغ فيها للغاية، ووصف ذلك بأنه عبارة عن استغلال لحاجة الحجاج وخاصة كبار السن، مضيفًا: من المفترض أن تكون الخدمات والمنتجات المرتبطة بالحج متاحة بأسعار معقولة تتناسب مع الدخل الضعيف لبعض الحجاج، ويجب ألا يكونوا مضطرين إلى دفع مبالغ باهظة لشراء حقيبة تحتوي على مستلزمات أساسية.
وتابع: يجب أن نأخذ في الاعتبار أن كبار السن يحتاجون إلى دعم إضافي ورعاية خاصة خلال رحلتهم الدينية، ومن ثم ينبغي أن توفر لهم الحكومة أو المنظمات الدينية حقائب مجانية أو بأسعار رمزية تحتوي على جميع المستلزمات الضرورية لتسهيل تنقلهم وراحتهم في أثناء الحج.
من جانبه، يقول عضو غرفة السياحة بالغرفة التجارية، أحمد راشد، لـ"العربي الجديد": نشهد حاليًا ارتفاعًا في أسعار مستلزمات الحج، وهناك عدة أسباب تسهم في ذلك، أحدها هو أن الحج موسم سنوي يتكرر مرة واحدة فقط في العام، وهذا يدفع البائعين إلى زيادة هامش الربح الخاص بهم، إذ يرون في الحج فرصة لتحقيق أرباح كبيرة؛ ومن ثم يميلون إلى المبالغة في تسعير المستلزمات الخاصة بالحج.
وأضاف راشد أن بعض المسافرين قد يميلون إلى المبالغة في شراء كميات كبيرة من المنتجات التي يحتاجونها في أثناء الحج، وهذا يضع ضغطًا إضافيًا على السوق، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يعود ليشكل تحديًا لباقي الحجاج، خاصةً الكبار في السن وذوي الدخل المحدود. وتابع: لسنا مختصين كغرفة أو كشركات سياحة بما يخص مستلزمات الحج، ولكننا نوفر التوعية للحجاج للتخطيط الجيد وشراء المستلزمات المطلوبة بحسب الحاجة الفعلية، وعدم الوقوع في فخ المبالغة في الشراء، ونوضح لهم أهم وأوفر المحال التجارية، ونسعى جاهدين للتشجيع على تنافسية الأسعار وتوفير خيارات متنوعة للحجاج، ليتمكن الحجاج من تأدية فريضة الحج بكل يسر وسهولة.
يقول تاجر مستلزمات الحج بوسط الإسكندرية، عمران السبع، إن الأسعار زادت نحو 20% عن العام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الخامات التي يتم استخدامها في صنع المستلزمات. وأضاف: "هناك تقلبات دائمة في أسعار المواد الخام من القماش والجلود وغيرها، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن عملية تصنيع المستلزمات الحجية تتطلب مهارات وخبرات متخصصة، وهذا ينعكس في تكلفة العمالة والمعدات، كل ذلك يزيد من تكاليف الإنتاج ويؤثر على أسعار المنتجات".
ولفت إلى أن "الحج مناسبة سنوية محدودة الوقت، وهذا يعني أن عمليات الإنتاج والتوريد تتم في فترة زمنية محدودة أيضًا. وهذا العامل يزيد من ضغط العمل ويؤثر على تكلفة الإنتاج، وبالتالي ينعكس على الأسعار.