من يقبض أرواح الحيوانات

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع MR_King
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
طباعة الموضوع

MR_King

عضو مسجل
14 ماي 2024
2,723
52
48
سكيكدة الجزائر
Who takes animal souls?

من يقبض أرواح الحيوانات



قد علمنا أن ملك الموت هو من وكله الله جل وعلا في قبض أرواح البشر مصداقًا لقوله تعالى " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكل بكم ثم إلى ربكم تُرجعون " سورة السجدة الآية ١١ .

فماذا عن أرواح من دونهم من مخلوقات الله من طير وحيوان ؟ .

وحقيقة الأمر أنه لم يرد في كتاب الله تعالى فضلاً عن سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه الصحيحة ثمة نصٍ في هذا الشأن ، اللهم إلا ما أورده العقيلي في حديث غير صحيح حيث جاءت روايته الضعيفة بلفظ ( آجال البهائم من خيل وبغال وأبقار وغيرها آجالها في التسبيح فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها وليس لملك الموت في ذلك من شئ ) وقد أورده الألباني في السلسلة الضعيفة ١٨٨/4

فبينما ذهب بعض أهل إلى هذا الرأي ( التذكرة للقرطبي ص ٧٥ ) ، ذهب البعض الآخر إلى أن ملك الموت هو الذي يقبض جميع المخلوقات بما فيها الحيوانات .

وقد ذهب فريق ثالث من العلماء مثل الشيخ بن عثيمين إلى أن البحث في هذا الأمر من التكلف ومن قبيل العلم الذي لا ينفع وجهله لا يضر ، خاصة إذا ما علمنا أن الصحابة الذين كانوا أحرص على طلب العلم بينما فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا ينطق عن الهوى .

فحسبنا قوله تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكل بكم ثم إلى ربكم تُرجعون ) ، أما أرواح المخلوقات من غير البشر فلم يثبت بشأن قبضها نصٌ قرأني أو صحيحٌ من حديثٍ في السنة النبوية المطهرة .

فغاية العلم في هذا الشأن ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من الله سبحانه وتعالى سيقتص في الآخرة من القرناء أي الحيوان ذو القرن من النطيحة الجماء أي عديمة القرن وفي إشارة لهذا المعنى جاء قوله تعالى ( وإذا الوحوش حُشرت ) ، وقوله تعالى ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) .

فالثابت وكما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحيوانات ستحشر يوم القيامة كما سيحشر الإنس والجن وستؤدى المظالم وتعود الحقوق إلى أهلها وأصحابها حتى بين الحيوانات غير أن الأخيرة سيقضي الله عليها أن تصبح ترابًا بعد الفصل والقضاء بينها وحينها سيقول الكافر ياليتني كنت ترابًا كما ورد بقوله ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ، ويقول الكافر ياليتني كنت ترابًا ) .

وعليه فإن إثارة مثل تلك النوعية من الأسئلة يعد من قبيل التنطع الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال في حديث له ثلاثًا هلك المتنطعون ، ولو كان في العلم به فائدة لما تركه صلى الله عليه وسلم فالله تعالى قال في محكم التنزيل ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم ) .

فاللهم ربنا اهدنا سواء السبيل ، وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح .

وصلّ اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا وخليلنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .