من هم الخوارج؟

طباعة الموضوع

helper

طاقم الإدارة
19 ماي 2024
5,149
11
38
  • بادئ الموضوع
  • المشرف
  • #1
بإسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد:

كلمة (الخوارج)، التي أصبحنا نسمعُها من الخاصة والعامة، وكثيرٌ من الناس يُردِّدها ولا يدري معناها، ولعلها لم تكن في كلام العامة قبل اليوم، وقد أصبح الكثير يتَّهِمُ بها فئةً من الناس ليست على هواه، دون علم ولا دراية، ولا دليل يقطع أن هؤلاء القوم يتصفون بهذه الصفات المَشِينة، حتى وإن قالها أحدٌ ممن يتصفون بالعلم، وقد اختلف معه كثيرون من أهل العلم الآخرين، فهل نجري وراء كل قائل، ونسمع كلام كل ناعق دون تدبر ولا بحث، ولا دليل يدلنا على الحق؟!



فأين هي عقولنا إذًا؟!

ولِمَ خلقها الله لنا؟!

﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2]، نعم فاعتبروا، وتدبروا، وابحثوا.



وبالطبع لا أقصد هنا أي مسألة قد أجمع فيها العلماء، أو ورَد فيها نص صريح ودليل قاطع لا يحتمل التأويل، فإجماع المسلمين قد ورد فيه ما ورد من الأحاديث وكلام أهل العلم بما لا يدع مجالاً للشك في وجوب الأخذ به، وليس هذا محل ذكره.



الخوارج

لنُخرِج من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كلام أهل العلم المعتبرين القدامى، ومصطلحاتهم الفقهية - تعريف الخوارج، وما هي صفتهم؟ ومَن أطلق هذا الاسم؟ وعلى مَن أطلق؟ وما هي أقوال أهل العلم فيهم؟ وهل ذُكِرت فيهم أحاديث؟ وما هي الأحاديث التي ذُكِرت فيهم؟ ولماذا سُمِّيت هذه الطائفة بهذا الاسم؟



لعلنا نتناول إجابات مختصرة لهذه الأسئلة الواردة، فالله المستعان، وهو الموفِّق سبحانه.



التعريف بكلمة الخوارج:

• الخوارج، ومفردها خارجيٌّ، نسبة لكلمة (خروج).



والخوارج هم الخارجون على إمام زمانهم، وأيضًا هم طائفةٌ خرجت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد معركة صِفِّين، بعد التحكيم الذي حصل في القصة المشهورة[3].



• وفي المعجم الوسيط: "فرقة من الفرق الإسلامية خرجوا على الإمام علي، وخالفوا رأيه، ويطلق على مَن خرج على الخلفاء ونحوهم"[4].



وقد عرَّف أهل العلم الخوارج بتعريفات عدَّة، كلها تدور حول مصطلح الخروج على علي رضي الله عنه، أو الخروج على أحد الخلفاء ونحوهم.



• وقد عرَّف الشهرستاني في الملل والنِّحل الخوارج بتعريف عام؛ حيث قال: "كلُّ مَن خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يُسمَّى خارجيًّا"[5].



• وقد عرَّفهم ابن حجر العسقلاني بقوله: "الخوارج الذين أنكروا على علي التحكيم، وتبرؤوا منه ومن عثمان وذريته، وقاتَلوهم"[6].



• وقال ابن حزم: "ومَن وافق الخوارج من إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجَوْر، وأن أصحاب الكبائر مخلَّدون في النار، وأن الإمامة جائزة في غير قريش، فهو خارجي وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون، وإن خالفهم فيما ذكرنا، فليس خارجيًّا[7].








[4] المعجم الوسيط مادة ( خ ر ج).

[5] كتاب الملل والنحل؛ للشهرستاني 1/113.

[6] فتح الباري؛ لابن حجر (1/ 459).

[7] الفصل في الملل والأهواء والنحل 2/113.