- بادئ الموضوع
- المشرف
- #1
_____________________________________________
مفهوم العلاقات الدولية :
_____________________________________________
يعتبر مفهوم العلاقات الدولية مفهوما معقدا و غامضا و ذلك نظرا لأنه يجمع بين دراسة الظواهر الإجتماعية و بين دراسة الظواهر الدولية و هذه الأخيرة غير واضحة و متشابكة كما أن دراسة العلاقات الدولية كمادة لم تتضح معالمها بسبب غموضها على صعيد المضمون و المناهج بالإضافة إلى أن العلاقات الدولية لم ينفرد بدراسة الظواهر الدولية بل يزاحمه في ذلك مجموعة من العلوم الأخرى كما أنه لم يجد بعد الأدوات العلمية لدراسة الظواهر الدولية كعلم .
مجال العلاقات الدولية :
يتحدد مجال العلاقات الدولية في دراسة كل الظواهر و الأحداث التي تقع على صعيد المجتمع الدولي و يتميز هذا الأخير بتعدد الدول و إستقلالها و سيادتها و بتساويها على المستوى القانوني , إلا أنها تختلف من حيث المساحة الجغرافية و من حيث القوة الإقتصادية و العسكرية و بالتالي يختلف حجم تأثيرها على الصعيد الدولي كما أن مصطلح المجتمع الدولي هو مصطلح عالمي يطلق على جميع الدول بل إن دور بعض الدول أصبح أكثر تأثيرا مما كان عليه .
مضمون العلاقات الدولية :
إن مضمون العلاقات الدولية لا يقتصر فقط على دراسة و معالجة القضايا السياسية و العسكرية و الإقتصادية بل يشمل كل أوجه النشاط البشري .
أنواع العلاقات الدولية :
المتعلقة بالنزاعات و الحروب : وتعتبر الجزء الأهم في العلاقات الدولية حيث تسعى إلى ضمان سيادة الدولة و إحترم القانون و لو عن طريق القوة , كما يمكن أن تلجأ إلى مساعدة منظمات أو جماعات تسعى إلى الحصول على الإستقلال إن كان مشروعا .
العلاقات السياسية : تتجلى في البعثات الدبلوماسية بين الدول و في المؤتمرات و المعاهدات و الإتفاقية التي تشمل العديد من المجالات كرسم الحدود الجغرافية بين الدول و تحديد شروط إقامة الرعايا في الدولة الأجنبية و توفير الحماية لهم
العلاقات الإقتصادية : تتجلى في العديد من الإتفاقيات كتنظيم التجارة الدولية و النقل الدولي و تحديد شروط التبادل الإقتصادي و المالي .
العلاقات الثقافية : تتجلى في الإنفتاح على الثقافات الأخرى و في التبادل الأدبي و الفني من أجل الإستفادة و تنمية المعرفة .
العلاقات الإجتماعية : و تتجلى في مراقبة المجتمع الدولي لسياسة الدول في التعامل مع رعاياها .
العلاقات الإنسانية : و تتجلى في حماية حقوق و حريات الأفراد و الجماعات داخل دولهم .
المعايير المعتمدة في تعريف العلاقات الدولية :
لقد تعددت المعايير المعتمد في تعريف العلاقات الدولية و إختلفت , إلا أن أهم تلك المعايير هي :
معيار الحدود : و هي عبارة عن مجموعة من المبادلات و التيارات العابرة للحدود أو التي تتجه نحو عبورها .
معيار الوحدة السياسية : يتم تعريف العلاقات الدولية حسب هذا المعيار على أنها أحد أصناف العلاقات الإجتماعية التي تربط و تمزج بين مختلف الوحدات السياسية .
معيار الأجنبي : حسب هذا المعيار فإن العلاقات الدولية فإن العلاقات الدولية هي مجموعة من الوقائع و الأحداث التي يكون أحد أطرافها أجنبيا .
علاقة العلاقات الدولية بالعلوم الأخرى :
علاقتها بالقانون الدولي : و تتجلى هذه العلاقة في أن كل من العلاقات الدولية و القانون الدولي يهتما بنفس القضايا و الأحداث حيث يعتر هذا الأخير " القانون الدولي " مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم علاقة الدولة بغيرها من الدول و تحدد القواعد و المبادئ الواجب إحترامها في هذه العلاقة و لايجب الخلط بين القانون الدولي العام الذي ينظم كما قلنا علاقة الدولة بغيرها من الدول و بين القانون الدولي الخاص الذي يهتم بتنظيم سلوك الأفراد و الرعايا في الدول الأجنبية , و يمكن القول بأن ظهور القانون الدولي سمح بخلق نوع من الإنسجام بين مختلف الحكومات و السياسات على الصعيد العالمي .
علاقتها بالتاريخ الدبلوماسي : تتجسد العلاقة بين كل من العلاقات الدولية و التاريخ الدبلوماسي في أن كل منها يهدف إلى خلق تواصل بين الدول و الوصول إلى الحلول عن طريق أساليب سلمية مع تعزيز العلاقات و تطويرها نحو الأفضل , فالدبلوماسية هي إعمال الذكاء في إدارة العلاقات الرسمية بين الحكومات من أجل تحقيق السلم أو الضغط و التهديد حسب نوع العلاقة و ذلك عن طريق سفراء يمثلون دولهم .
علاقتها بالعلوم السياسية : تتجلى العلاقة بين العلوم السياسية و العلاقات الدولية في إعتبار هذه الأخيرة أحد فروع العلوم السياسية و التي يمكن من خلالها دراسة الظاهرة السياسية من كل أبعادها , إلا أن العلاقات الدولية إستطاعت أن تفرض نفسها كمادة علمية مستقلة بذاتها بفضل أهميتها و حيويتها و بفضل الكم الهائل من القضايا التي تعالجها سواء كانت سياسية أو عسكرية أو إقتصادية .
علاقتها بالسياسة الدولية : تتمثل هذه العلاقة في التداخل الكبير بين الدول و إنفتاحها على بعضها البعض خاصة في ظل التطور التكنولوجي و الصناعي و المعلوماتي و تطور وسائل النقل الأمر الذي جعل إنعزال الدول على نفسها شيئا مستحيلا و بات عبور الحدود أحد القضايا الطبيعية وهذا ما دفع إلى إيجاد سياسية دولية موحدة بغية تنظيم العلاقات بين الدول و تنظيم حقوق و حريات الإنسان على الصعيد العالمي .
علاقتها بالسياسة الخارجية للدول : تتجسد هذه العلاقة في نمطين مختلفين تماما , الأو نمط تعاوني يهدف إلى خلق التعاون و التضامن بين الدول , ز النمط الثاني صراعي و هو الذي يغلب في مجال علاقة الدول ببعضها حيث تسعى كل دولة إلى بسط قوتها و هيمنتها على الدولة الأخرى إما سياسيا أو عسكريا أو إقتصاديا .
المراحل التي مرت منها العلاقات الدولية :
لقد مرت العلاقات الدولية بالعديد من المراحل قبل أن تصل لما هي عليه اليوم كمادة علمية مستقلة بذاتها , و من هنا سنقوم بالتحدث عن أهم تلك المراحل :
1 - المرحلة الأولى : تركزت مجمل الدراسات حول العلاقات الدولية في هذه المرحلة حول الدولة كطرف وحيد في هذه العلاقة و دراسة النظم السياسة للدول و العلاقة فيما بينها , فتم الوصول إلى أن العلاقات الدولية هي مجموعة من المصالح المتشابكة و المتضاربة بين الدول .
2 – المرحلة ما قبل العلمية : كانت العلاقات الدولية في هذه المرحلة ينظر إليها من جوانب دينية و فلسفية و سياسية و قانونية , فكانت بالتالي أغلب الأفكار و الآراء تدور حول كيفية إبجاد حلول للصراعات و النزاعات و الحروب القائمة بين الدول و تحديد الشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية و ذلك من خلال الإعتماد على الأفكار الفلسفية و النظم الأخلاقية , إلا أن تزايد الحروب و الصراعات وجه بوصلة المفكرين إلى دراسة الظاهرة الدولية من منظور علمي خاصة بعد الحرب لعالمية الأولى .
المدارس التي تناولت العلاقات الدولية بالدراسة :
1 – المدرسة المثالية : برزت هذا المدرسة سنة 1920 و إمتدت إلى غاية أواخر الثلاثينيات , حيث قامت بدراسة العلاقات الدولية من منظور فلسفي قائم على مبدأ ميل الإنسان الفطري للخير و السعي نحو إقامة نظام عالمي مثالي يسوده الخير و السلم و إعتبار العلاقة بين الدول هي علاقة تكامل و مصالح مشتركة , و لقد تميزت هذه المرحلة بإزدهار التاريخ الدبلوماسي و دراسة و تحليل القضايا التي ظهرت على الساحة الدولية كما تميزت بدراسة العلاقات الدولية من منظور قانوني , إلا أن أمال هذه المدرسة سرعان متطايرة بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية .
2 – المدرسة الواقعية : ظهرت هذه المدرسة بعد إنهيار المدرسة المثالية , و إمتدت من أواخر الثلاثينيات إلى أواخر الخمسينات , وقد تبنت المدرسة الواقعية فكرة أن العلاقة بين الدول قائمة أساس على الصراع و النزاعات و الحروب من أجل بسط الهيمنة و النفوذ , و ظهرت خلال هذه الفترة مفاهيم جديدة مثل مفهوم الدولة و مفهوم المصالح الوطنية .
3 – المدرسة السلوكية : ظهرت خلال أواخر الخمسينات حيث قامت بدراسة سلوك الأفراد و صناع القرار و مدى تأثير هذا السلوك على العلاقات الدولية معتمدة في ذلك على مناهج علمية صارمة و دقيقة مع تحويل دراستها إلى إحصاءات رقمية , و قد أدت دراسات و تحاليل المدرسة السلوكية إلى إزدهار العلاقات الدولية و تطورها خاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية .
4 – المدرسة ما بعد السلوكية : نشأة هذه المدرسة في رحم المدرسة السلوكية حيث سعت إلى إنتقاد هذه الأخيرة و إبراز الثغرات التي تركتها و الأخطاء التي ترتكبها , كما دعت إلى إستقلال علم العلاقات الدولية لتجعل منه أكثر قوة على التحليل و التفسير , كما تميزت فترة المدرسة ما بعد السلوكية بإتساع مواضيع العلاقات الدولية ليشمل القضايا الإقتصادية و مدى تأثير وسائل الإعلام في الرأي العام و في الصراعات الدولية , كما إستطاعت هذه المدرسة من توسيع رقعة المراكز المهتمة بهذا المجال ليشمل أوروبا و العديد من دول العالم .
______________________________________________
متى تأسست هيئة الأمم المتحدة ؟
أين يقع مقر هيئة الأمم المتحدة ؟
محتويات هيئة الأُمَم المُتّحدة
تأسيس هيئة الأُمَم المُتّحدة .
أجهزة الأُمَم المُتّحدة .
مجلس الأمن الدوليّ - المجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ - مجلس الوصاية - الجمعيّة العامّة - محكمة العدل الدوليّة - الأمانة العامّة مقاصد هيئة الأُمَم المُتّحدة .
________________________________________________
الأُمَم المُتّحدة :
تُعرَّف الأُمَم المُتّحدة بأنّها عبارة عن هيئة أو مُنظَّمة دوليّة تأسّست عام 1945م، مقرّها في مدينة نيويورك في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، ويبلغ عدد أعضائها 193 عضواً؛ يُمثِّل كلّ عضو دولةً معيّنةً، تستمدّ مهامها ونطاق وظائفها من ميثاق الأُمَم المُتّحدة الذي يُعدّ دستوراً لها، كما تسمح لأعضائها بالتّعبير عن آرائهم عن طريق الحوارات التي تُقام في الجمعيّة العامّة، ومجلسها الاقتصاديّ والاجتماعيّ ، إضافةً إلى مجلس الأمن الدوليّ، وهناك العديد من اللِّجان والأجهزة العاملة في المنظّمة، التي تحلّ المشاكل، وتعقِد الاتفاقيّات والمُفاوَضات.
تتناول هيئة الأُمَم المُتّحدة في مهام عملها القضايا الإنسانيّة، مثل: قضايا حقوق الإنسان، والتّنمية المُستدامة، وقضايا السِّلم والحرب، ونزع السِّلاح والإرهاب، وتواجه هيئة الأُمم الحالات الطارئة الصحيّة والإنسانيّة، كما تهتمّ بالمساواة بين الجنسَين، وتحقيق العدالة والكثير من قضايا الأمّة، أمّا أعلى مستوىً وظيفيٍّ فيها فالأمين العامّ هو المسؤول عن جميع شؤونها ، ويُنبّه أعضاء مجلس الأمن في حال ملاحظته لأيّ أمر من شأنه أن يُهدّد السلام العالميّ، إضافةً إلى تقديم الاقتراحات ومناقشتها مع لجان هيئة الأُمم المُتّحدة.
تأسيس هيئة الأُمَم المُتّحدة
تأسّست هيئة الأُمَم المُتّحدة في أعقاب الحرب العالميّة الثانية؛ بسبب ما خلّفته الحرب من دمار كبير، فأصبح العالم يطمح إلى السّلام، ونتيجةً لذلك عُقِد مؤتمر في سان فرانسيسكو في الفترة الواقعة ما بين 25 من شهر نيسان إلى 26 من شهر حزيران لعام 1945م، حيث اجتمع فيه مُمثِّلو خمسين دولةً، ووضعوا دستوراً للأُمم المُتّحدة مكوّناً من 111 مادّةً، ثمّ وقّعوا عليه في اليوم اللاحق، ثمّ وقّعته بعد ذلك بولندا التي لم يكن لها مُمثِّل في المؤتمر، ويُعدّ هذا الدّستور ميثاق الأُمَم المُتّحدة الذي وافقت عليه 51 دولةً، ومن الجدير بالذِّكر أنّه في 24 من شهر تشرين الأوّل لعام 1945م أُعلِنت الأُمَم المُتّحدة رسميّاً، وأصبحت كياناً قائماً بحدّ ذاته يُحتفَل بذكرى تأسيسه كلَّ عامٍ.
أجهزة الأُمَم المُتّحدة
تتشكّل هيئة الأُمَم المُتّحدة من مجموعة من الأجهزة التي تأسّست مع إنشائها، وهي:
مجلس الأمن الدولي : ّ يتكوّن مجلس الأمن الدوليّ من خمسة عشر عُضواً لكلٍّ منهم صوت واحد، وهم مصنّفون إلى أعضاء دائمين وأعضاء غير دائمين، ويبلغ عدد الأعضاء الدّائمين خمسة أعضاء، وهم: الصّين، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المُتّحدة الأمريكيّة، وروسيا، أمّا الأعضاء غير الدّائمين فيتمّ اختيارهم عن طريق الجمعيّة العامّة التي تنتخبهم كلّ عامين، كما يتحدّد تاريخ انتهاء عضويّة كلٍّ منهم، ومن الأمثلة على ذلك:
دول انتهت عضويتّها عام 2016م، مثل: أنغولا، وماليزيا، ونيوزيلندا، وإسباينا، وفنزويلا. دول انتهت عضويّتها عام 2017م، مثل: مصر، واليابان، والسّنغال، وأوكرانيا، والأوروغواي. وصل عدد الدُّول غير الأعضاء في مجلس الأمن إلى أكثر من 60 دولةً، حيث تُعدّ أعضاء في هيئة الأُمَم المُتّحدة إلّا أنّها لم تُنتَخب ضمن عضويّة مجلس الأمن على الإطلاق، ومن الصلاحيّات الممنوحة للدُّول غير الأعضاء في المجلس تمكُّنها من المشاركة في مناقشة مشاريع القرارات دون التّصويت عليها، أو مناقشة قضايا النِّزاع الدوليّ.
يتناوب أعضاء المجلس على رعاية شؤونه شهريّاً، وعليهم جميعاً الالتزام بقوانين المجلس، ومن مهام مجلس الأمن حفظ الأمن والسِّلم في العالم، كما يُبادر المجلس إلى حلّ أيّ نزاع يحدث بين الدُّول، وفي بعض الأحيان يلجأ مجلس الأمن إلى القوّة لإعادة السِّلم والأمن إلى ما كانا عليه.
المجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ :
يُعرَّف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بأنّه جهاز رئيسيّ من أجهزة هيئة الأُمَم المُتّحدة، ويبلغ عدد أعضائه 54 عضواً، يتمّ انتخابها من قِبَل الجمعيّة العامّة لمدّة ثلاث سنوات لكلّ عضوٍ منها، وتكمُن مهمّته في ترتيب أمور الهيئة الاقتصاديّة والاجتماعيّة وتوابعها، كما يتولّى ما تُقارب نسبته 70% من شؤون الموارد البشريّة والموارد الماليّة لأربع عشرة وكالةً، وتسع لجان فنيّة، وخمس لجان إقليميّة.مجلس الوصاية :
أُنشِئ مجلس الوصاية عام 1945م؛ بهدف السّيطرة والإشراف على 11 إقليماً من الأقاليم المشمولة بعمليّة الوصاية، كما يضبط أمورها الإداريّة سبعة أعضاء، إضافةً إلى أنّه يهدف إلى تهيئة الأقاليم للاستقلال والتفرُّد بحكم نفسها ذاتياً، وقد تمّ ذلك فعلياً، فلم يحُلّ عام 1994م إلا وجميع الأقاليم تتمتّع باستقلالها، وحُكم نفسها.
الجمعيّة العامّة :
تُعدّ الجمعيّة العامّة جهازاً عالميّاً من أجهزة هيئة الأُمَم المُتّحدة، حيث إنّ لكلّ دولة من الدُّول الأعضاء البالغ عددها 193 عضواً ممثّلاً ينوب عنها فيها، أمّا رئيسها فيُنتخَب من قِبَل الجمعيّة العامّة سنوياً، وتكمُن مهمّتها في وضع السياسات العامة، وتداولها، ومناقشتها بين الأعضاء في الاجتماعات التي تُعقَد كلّ عامٍ في قاعة خاصّة بالجمعيّة العامّة في نيويورك، حيث يُلقي الكثير من زُعماء الدُّوَل خطاباتهم، ويصدرون قراراتٍ، أو يضعون سياسةً جديدةً تتعلّق بالمسائل الماليّة، أو بمسائل السِّلم والأمن، أو قبول عضويّة دولة جديدة، علماً أنّه يجب أن تتمّ موافقة أغلبيّة ثُلثي أعضاء الجمعيّة العامّة، أمّا فيما يخصّ قرارات الشؤون الأخرى فإنّ إصدارها يتطلّب موافقة عدد بسيط من الأعضاء.
محكمة العدل الدوليّة :
تُعدّ محكمة العدل الدوليّة هي الجهازَ القضائيَّ الرئيسيَّ لهيئة الأُمَم المُتّحدة، حيث يُعدّ نظامها جزءاً مهمّاً من ميثاق الأُمَم المُتّحدة، كما أنّها الجهاز الوحيد من أجهزة المنظّمة الذي يقع مقرّه خارج مدينة نيويورك، فمقرّ المحكمة يقع في مدينة لاهاي في هولندا، ومن أهمّ أعمالها فضّ النِّزاعات بين الأعضاء، وإصدار الأحكام لهيئة الأُمَم المُتّحدة، ووكالاتها المُتعدِّدة والمُتخصِّصة بأمور مُعيّنة.
الأمانة العامّة :
تُعرَّف الأمانة العامّة بأنّها إحدى أجهزة هيئة الأُمَم المُتّحدة المُهمّة التي يترأسها الأمين العام للأمم المُتّحدة، وتسانده الجمعيّة العامة بتوصيةٍ وإشرافٍ من مجلس الأمن، علماً أنّ مدّة رئاسته هي خمس سنوات يمكن تجديدها، وتتشكّل من موظّفين من دول العالم جميعها، حيث يؤدّون وظائفهم في المقرّ في مدينة نيويورك، أو في مختلف أنحاء العالم، وتكون الأمانة العامّة مسيطرةً على كافّة الأعمال اليوميّة للمُنظّمة، كما أنّها تقدم المساعدة للأجهزة الأخرى، ولها مهامّ أخرى مُتنوّعة، مثل: دراسة حقوق الإنسان، والبحث والتّدقيق في الأمور الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وإدارة عمليّات الأمن والسِّلم، ودراسة السّياسات وتفحّصها، والبرامج الموضوعة من قِبَل الأجهزة الاخرى.
مقاصد هيئة الأُمَم المُتّحدة
حسب ميثاق الأُمَم المُتّحدة فإنّ لتأسيس المُنظّمة أربعة مقاصد، هي:
الحِفاظ على الأمن والسِّلم العالميّ.
التّعاون المُشترَك بين الدُّول على حلّ الأزمات الدوليّة.
رفع قيمة حقوق الإنسان.
تحسين العلاقات بين الشّعوب.
تأسيس هيئة تُمثّل مركزاً رئيساً قائماً على تنسيق أمور الشّعوب، وترتيبها.
مفهوم العلاقات الدولية :
_____________________________________________
يعتبر مفهوم العلاقات الدولية مفهوما معقدا و غامضا و ذلك نظرا لأنه يجمع بين دراسة الظواهر الإجتماعية و بين دراسة الظواهر الدولية و هذه الأخيرة غير واضحة و متشابكة كما أن دراسة العلاقات الدولية كمادة لم تتضح معالمها بسبب غموضها على صعيد المضمون و المناهج بالإضافة إلى أن العلاقات الدولية لم ينفرد بدراسة الظواهر الدولية بل يزاحمه في ذلك مجموعة من العلوم الأخرى كما أنه لم يجد بعد الأدوات العلمية لدراسة الظواهر الدولية كعلم .
مجال العلاقات الدولية :
يتحدد مجال العلاقات الدولية في دراسة كل الظواهر و الأحداث التي تقع على صعيد المجتمع الدولي و يتميز هذا الأخير بتعدد الدول و إستقلالها و سيادتها و بتساويها على المستوى القانوني , إلا أنها تختلف من حيث المساحة الجغرافية و من حيث القوة الإقتصادية و العسكرية و بالتالي يختلف حجم تأثيرها على الصعيد الدولي كما أن مصطلح المجتمع الدولي هو مصطلح عالمي يطلق على جميع الدول بل إن دور بعض الدول أصبح أكثر تأثيرا مما كان عليه .
مضمون العلاقات الدولية :
إن مضمون العلاقات الدولية لا يقتصر فقط على دراسة و معالجة القضايا السياسية و العسكرية و الإقتصادية بل يشمل كل أوجه النشاط البشري .
أنواع العلاقات الدولية :
المتعلقة بالنزاعات و الحروب : وتعتبر الجزء الأهم في العلاقات الدولية حيث تسعى إلى ضمان سيادة الدولة و إحترم القانون و لو عن طريق القوة , كما يمكن أن تلجأ إلى مساعدة منظمات أو جماعات تسعى إلى الحصول على الإستقلال إن كان مشروعا .
العلاقات السياسية : تتجلى في البعثات الدبلوماسية بين الدول و في المؤتمرات و المعاهدات و الإتفاقية التي تشمل العديد من المجالات كرسم الحدود الجغرافية بين الدول و تحديد شروط إقامة الرعايا في الدولة الأجنبية و توفير الحماية لهم
العلاقات الإقتصادية : تتجلى في العديد من الإتفاقيات كتنظيم التجارة الدولية و النقل الدولي و تحديد شروط التبادل الإقتصادي و المالي .
العلاقات الثقافية : تتجلى في الإنفتاح على الثقافات الأخرى و في التبادل الأدبي و الفني من أجل الإستفادة و تنمية المعرفة .
العلاقات الإجتماعية : و تتجلى في مراقبة المجتمع الدولي لسياسة الدول في التعامل مع رعاياها .
العلاقات الإنسانية : و تتجلى في حماية حقوق و حريات الأفراد و الجماعات داخل دولهم .
المعايير المعتمدة في تعريف العلاقات الدولية :
لقد تعددت المعايير المعتمد في تعريف العلاقات الدولية و إختلفت , إلا أن أهم تلك المعايير هي :
معيار الحدود : و هي عبارة عن مجموعة من المبادلات و التيارات العابرة للحدود أو التي تتجه نحو عبورها .
معيار الوحدة السياسية : يتم تعريف العلاقات الدولية حسب هذا المعيار على أنها أحد أصناف العلاقات الإجتماعية التي تربط و تمزج بين مختلف الوحدات السياسية .
معيار الأجنبي : حسب هذا المعيار فإن العلاقات الدولية فإن العلاقات الدولية هي مجموعة من الوقائع و الأحداث التي يكون أحد أطرافها أجنبيا .
علاقة العلاقات الدولية بالعلوم الأخرى :
علاقتها بالقانون الدولي : و تتجلى هذه العلاقة في أن كل من العلاقات الدولية و القانون الدولي يهتما بنفس القضايا و الأحداث حيث يعتر هذا الأخير " القانون الدولي " مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم علاقة الدولة بغيرها من الدول و تحدد القواعد و المبادئ الواجب إحترامها في هذه العلاقة و لايجب الخلط بين القانون الدولي العام الذي ينظم كما قلنا علاقة الدولة بغيرها من الدول و بين القانون الدولي الخاص الذي يهتم بتنظيم سلوك الأفراد و الرعايا في الدول الأجنبية , و يمكن القول بأن ظهور القانون الدولي سمح بخلق نوع من الإنسجام بين مختلف الحكومات و السياسات على الصعيد العالمي .
علاقتها بالتاريخ الدبلوماسي : تتجسد العلاقة بين كل من العلاقات الدولية و التاريخ الدبلوماسي في أن كل منها يهدف إلى خلق تواصل بين الدول و الوصول إلى الحلول عن طريق أساليب سلمية مع تعزيز العلاقات و تطويرها نحو الأفضل , فالدبلوماسية هي إعمال الذكاء في إدارة العلاقات الرسمية بين الحكومات من أجل تحقيق السلم أو الضغط و التهديد حسب نوع العلاقة و ذلك عن طريق سفراء يمثلون دولهم .
علاقتها بالعلوم السياسية : تتجلى العلاقة بين العلوم السياسية و العلاقات الدولية في إعتبار هذه الأخيرة أحد فروع العلوم السياسية و التي يمكن من خلالها دراسة الظاهرة السياسية من كل أبعادها , إلا أن العلاقات الدولية إستطاعت أن تفرض نفسها كمادة علمية مستقلة بذاتها بفضل أهميتها و حيويتها و بفضل الكم الهائل من القضايا التي تعالجها سواء كانت سياسية أو عسكرية أو إقتصادية .
علاقتها بالسياسة الدولية : تتمثل هذه العلاقة في التداخل الكبير بين الدول و إنفتاحها على بعضها البعض خاصة في ظل التطور التكنولوجي و الصناعي و المعلوماتي و تطور وسائل النقل الأمر الذي جعل إنعزال الدول على نفسها شيئا مستحيلا و بات عبور الحدود أحد القضايا الطبيعية وهذا ما دفع إلى إيجاد سياسية دولية موحدة بغية تنظيم العلاقات بين الدول و تنظيم حقوق و حريات الإنسان على الصعيد العالمي .
علاقتها بالسياسة الخارجية للدول : تتجسد هذه العلاقة في نمطين مختلفين تماما , الأو نمط تعاوني يهدف إلى خلق التعاون و التضامن بين الدول , ز النمط الثاني صراعي و هو الذي يغلب في مجال علاقة الدول ببعضها حيث تسعى كل دولة إلى بسط قوتها و هيمنتها على الدولة الأخرى إما سياسيا أو عسكريا أو إقتصاديا .
المراحل التي مرت منها العلاقات الدولية :
لقد مرت العلاقات الدولية بالعديد من المراحل قبل أن تصل لما هي عليه اليوم كمادة علمية مستقلة بذاتها , و من هنا سنقوم بالتحدث عن أهم تلك المراحل :
1 - المرحلة الأولى : تركزت مجمل الدراسات حول العلاقات الدولية في هذه المرحلة حول الدولة كطرف وحيد في هذه العلاقة و دراسة النظم السياسة للدول و العلاقة فيما بينها , فتم الوصول إلى أن العلاقات الدولية هي مجموعة من المصالح المتشابكة و المتضاربة بين الدول .
2 – المرحلة ما قبل العلمية : كانت العلاقات الدولية في هذه المرحلة ينظر إليها من جوانب دينية و فلسفية و سياسية و قانونية , فكانت بالتالي أغلب الأفكار و الآراء تدور حول كيفية إبجاد حلول للصراعات و النزاعات و الحروب القائمة بين الدول و تحديد الشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية و ذلك من خلال الإعتماد على الأفكار الفلسفية و النظم الأخلاقية , إلا أن تزايد الحروب و الصراعات وجه بوصلة المفكرين إلى دراسة الظاهرة الدولية من منظور علمي خاصة بعد الحرب لعالمية الأولى .
المدارس التي تناولت العلاقات الدولية بالدراسة :
1 – المدرسة المثالية : برزت هذا المدرسة سنة 1920 و إمتدت إلى غاية أواخر الثلاثينيات , حيث قامت بدراسة العلاقات الدولية من منظور فلسفي قائم على مبدأ ميل الإنسان الفطري للخير و السعي نحو إقامة نظام عالمي مثالي يسوده الخير و السلم و إعتبار العلاقة بين الدول هي علاقة تكامل و مصالح مشتركة , و لقد تميزت هذه المرحلة بإزدهار التاريخ الدبلوماسي و دراسة و تحليل القضايا التي ظهرت على الساحة الدولية كما تميزت بدراسة العلاقات الدولية من منظور قانوني , إلا أن أمال هذه المدرسة سرعان متطايرة بسبب إندلاع الحرب العالمية الثانية .
2 – المدرسة الواقعية : ظهرت هذه المدرسة بعد إنهيار المدرسة المثالية , و إمتدت من أواخر الثلاثينيات إلى أواخر الخمسينات , وقد تبنت المدرسة الواقعية فكرة أن العلاقة بين الدول قائمة أساس على الصراع و النزاعات و الحروب من أجل بسط الهيمنة و النفوذ , و ظهرت خلال هذه الفترة مفاهيم جديدة مثل مفهوم الدولة و مفهوم المصالح الوطنية .
3 – المدرسة السلوكية : ظهرت خلال أواخر الخمسينات حيث قامت بدراسة سلوك الأفراد و صناع القرار و مدى تأثير هذا السلوك على العلاقات الدولية معتمدة في ذلك على مناهج علمية صارمة و دقيقة مع تحويل دراستها إلى إحصاءات رقمية , و قد أدت دراسات و تحاليل المدرسة السلوكية إلى إزدهار العلاقات الدولية و تطورها خاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية .
4 – المدرسة ما بعد السلوكية : نشأة هذه المدرسة في رحم المدرسة السلوكية حيث سعت إلى إنتقاد هذه الأخيرة و إبراز الثغرات التي تركتها و الأخطاء التي ترتكبها , كما دعت إلى إستقلال علم العلاقات الدولية لتجعل منه أكثر قوة على التحليل و التفسير , كما تميزت فترة المدرسة ما بعد السلوكية بإتساع مواضيع العلاقات الدولية ليشمل القضايا الإقتصادية و مدى تأثير وسائل الإعلام في الرأي العام و في الصراعات الدولية , كما إستطاعت هذه المدرسة من توسيع رقعة المراكز المهتمة بهذا المجال ليشمل أوروبا و العديد من دول العالم .
______________________________________________
متى تأسست هيئة الأمم المتحدة ؟
أين يقع مقر هيئة الأمم المتحدة ؟
محتويات هيئة الأُمَم المُتّحدة
تأسيس هيئة الأُمَم المُتّحدة .
أجهزة الأُمَم المُتّحدة .
مجلس الأمن الدوليّ - المجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ - مجلس الوصاية - الجمعيّة العامّة - محكمة العدل الدوليّة - الأمانة العامّة مقاصد هيئة الأُمَم المُتّحدة .
________________________________________________
الأُمَم المُتّحدة :
تُعرَّف الأُمَم المُتّحدة بأنّها عبارة عن هيئة أو مُنظَّمة دوليّة تأسّست عام 1945م، مقرّها في مدينة نيويورك في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، ويبلغ عدد أعضائها 193 عضواً؛ يُمثِّل كلّ عضو دولةً معيّنةً، تستمدّ مهامها ونطاق وظائفها من ميثاق الأُمَم المُتّحدة الذي يُعدّ دستوراً لها، كما تسمح لأعضائها بالتّعبير عن آرائهم عن طريق الحوارات التي تُقام في الجمعيّة العامّة، ومجلسها الاقتصاديّ والاجتماعيّ ، إضافةً إلى مجلس الأمن الدوليّ، وهناك العديد من اللِّجان والأجهزة العاملة في المنظّمة، التي تحلّ المشاكل، وتعقِد الاتفاقيّات والمُفاوَضات.
تتناول هيئة الأُمَم المُتّحدة في مهام عملها القضايا الإنسانيّة، مثل: قضايا حقوق الإنسان، والتّنمية المُستدامة، وقضايا السِّلم والحرب، ونزع السِّلاح والإرهاب، وتواجه هيئة الأُمم الحالات الطارئة الصحيّة والإنسانيّة، كما تهتمّ بالمساواة بين الجنسَين، وتحقيق العدالة والكثير من قضايا الأمّة، أمّا أعلى مستوىً وظيفيٍّ فيها فالأمين العامّ هو المسؤول عن جميع شؤونها ، ويُنبّه أعضاء مجلس الأمن في حال ملاحظته لأيّ أمر من شأنه أن يُهدّد السلام العالميّ، إضافةً إلى تقديم الاقتراحات ومناقشتها مع لجان هيئة الأُمم المُتّحدة.
تأسيس هيئة الأُمَم المُتّحدة
تأسّست هيئة الأُمَم المُتّحدة في أعقاب الحرب العالميّة الثانية؛ بسبب ما خلّفته الحرب من دمار كبير، فأصبح العالم يطمح إلى السّلام، ونتيجةً لذلك عُقِد مؤتمر في سان فرانسيسكو في الفترة الواقعة ما بين 25 من شهر نيسان إلى 26 من شهر حزيران لعام 1945م، حيث اجتمع فيه مُمثِّلو خمسين دولةً، ووضعوا دستوراً للأُمم المُتّحدة مكوّناً من 111 مادّةً، ثمّ وقّعوا عليه في اليوم اللاحق، ثمّ وقّعته بعد ذلك بولندا التي لم يكن لها مُمثِّل في المؤتمر، ويُعدّ هذا الدّستور ميثاق الأُمَم المُتّحدة الذي وافقت عليه 51 دولةً، ومن الجدير بالذِّكر أنّه في 24 من شهر تشرين الأوّل لعام 1945م أُعلِنت الأُمَم المُتّحدة رسميّاً، وأصبحت كياناً قائماً بحدّ ذاته يُحتفَل بذكرى تأسيسه كلَّ عامٍ.
أجهزة الأُمَم المُتّحدة
تتشكّل هيئة الأُمَم المُتّحدة من مجموعة من الأجهزة التي تأسّست مع إنشائها، وهي:
مجلس الأمن الدولي : ّ يتكوّن مجلس الأمن الدوليّ من خمسة عشر عُضواً لكلٍّ منهم صوت واحد، وهم مصنّفون إلى أعضاء دائمين وأعضاء غير دائمين، ويبلغ عدد الأعضاء الدّائمين خمسة أعضاء، وهم: الصّين، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المُتّحدة الأمريكيّة، وروسيا، أمّا الأعضاء غير الدّائمين فيتمّ اختيارهم عن طريق الجمعيّة العامّة التي تنتخبهم كلّ عامين، كما يتحدّد تاريخ انتهاء عضويّة كلٍّ منهم، ومن الأمثلة على ذلك:
دول انتهت عضويتّها عام 2016م، مثل: أنغولا، وماليزيا، ونيوزيلندا، وإسباينا، وفنزويلا. دول انتهت عضويّتها عام 2017م، مثل: مصر، واليابان، والسّنغال، وأوكرانيا، والأوروغواي. وصل عدد الدُّول غير الأعضاء في مجلس الأمن إلى أكثر من 60 دولةً، حيث تُعدّ أعضاء في هيئة الأُمَم المُتّحدة إلّا أنّها لم تُنتَخب ضمن عضويّة مجلس الأمن على الإطلاق، ومن الصلاحيّات الممنوحة للدُّول غير الأعضاء في المجلس تمكُّنها من المشاركة في مناقشة مشاريع القرارات دون التّصويت عليها، أو مناقشة قضايا النِّزاع الدوليّ.
يتناوب أعضاء المجلس على رعاية شؤونه شهريّاً، وعليهم جميعاً الالتزام بقوانين المجلس، ومن مهام مجلس الأمن حفظ الأمن والسِّلم في العالم، كما يُبادر المجلس إلى حلّ أيّ نزاع يحدث بين الدُّول، وفي بعض الأحيان يلجأ مجلس الأمن إلى القوّة لإعادة السِّلم والأمن إلى ما كانا عليه.
المجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ :
يُعرَّف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بأنّه جهاز رئيسيّ من أجهزة هيئة الأُمَم المُتّحدة، ويبلغ عدد أعضائه 54 عضواً، يتمّ انتخابها من قِبَل الجمعيّة العامّة لمدّة ثلاث سنوات لكلّ عضوٍ منها، وتكمُن مهمّته في ترتيب أمور الهيئة الاقتصاديّة والاجتماعيّة وتوابعها، كما يتولّى ما تُقارب نسبته 70% من شؤون الموارد البشريّة والموارد الماليّة لأربع عشرة وكالةً، وتسع لجان فنيّة، وخمس لجان إقليميّة.مجلس الوصاية :
أُنشِئ مجلس الوصاية عام 1945م؛ بهدف السّيطرة والإشراف على 11 إقليماً من الأقاليم المشمولة بعمليّة الوصاية، كما يضبط أمورها الإداريّة سبعة أعضاء، إضافةً إلى أنّه يهدف إلى تهيئة الأقاليم للاستقلال والتفرُّد بحكم نفسها ذاتياً، وقد تمّ ذلك فعلياً، فلم يحُلّ عام 1994م إلا وجميع الأقاليم تتمتّع باستقلالها، وحُكم نفسها.
الجمعيّة العامّة :
تُعدّ الجمعيّة العامّة جهازاً عالميّاً من أجهزة هيئة الأُمَم المُتّحدة، حيث إنّ لكلّ دولة من الدُّول الأعضاء البالغ عددها 193 عضواً ممثّلاً ينوب عنها فيها، أمّا رئيسها فيُنتخَب من قِبَل الجمعيّة العامّة سنوياً، وتكمُن مهمّتها في وضع السياسات العامة، وتداولها، ومناقشتها بين الأعضاء في الاجتماعات التي تُعقَد كلّ عامٍ في قاعة خاصّة بالجمعيّة العامّة في نيويورك، حيث يُلقي الكثير من زُعماء الدُّوَل خطاباتهم، ويصدرون قراراتٍ، أو يضعون سياسةً جديدةً تتعلّق بالمسائل الماليّة، أو بمسائل السِّلم والأمن، أو قبول عضويّة دولة جديدة، علماً أنّه يجب أن تتمّ موافقة أغلبيّة ثُلثي أعضاء الجمعيّة العامّة، أمّا فيما يخصّ قرارات الشؤون الأخرى فإنّ إصدارها يتطلّب موافقة عدد بسيط من الأعضاء.
محكمة العدل الدوليّة :
تُعدّ محكمة العدل الدوليّة هي الجهازَ القضائيَّ الرئيسيَّ لهيئة الأُمَم المُتّحدة، حيث يُعدّ نظامها جزءاً مهمّاً من ميثاق الأُمَم المُتّحدة، كما أنّها الجهاز الوحيد من أجهزة المنظّمة الذي يقع مقرّه خارج مدينة نيويورك، فمقرّ المحكمة يقع في مدينة لاهاي في هولندا، ومن أهمّ أعمالها فضّ النِّزاعات بين الأعضاء، وإصدار الأحكام لهيئة الأُمَم المُتّحدة، ووكالاتها المُتعدِّدة والمُتخصِّصة بأمور مُعيّنة.
الأمانة العامّة :
تُعرَّف الأمانة العامّة بأنّها إحدى أجهزة هيئة الأُمَم المُتّحدة المُهمّة التي يترأسها الأمين العام للأمم المُتّحدة، وتسانده الجمعيّة العامة بتوصيةٍ وإشرافٍ من مجلس الأمن، علماً أنّ مدّة رئاسته هي خمس سنوات يمكن تجديدها، وتتشكّل من موظّفين من دول العالم جميعها، حيث يؤدّون وظائفهم في المقرّ في مدينة نيويورك، أو في مختلف أنحاء العالم، وتكون الأمانة العامّة مسيطرةً على كافّة الأعمال اليوميّة للمُنظّمة، كما أنّها تقدم المساعدة للأجهزة الأخرى، ولها مهامّ أخرى مُتنوّعة، مثل: دراسة حقوق الإنسان، والبحث والتّدقيق في الأمور الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وإدارة عمليّات الأمن والسِّلم، ودراسة السّياسات وتفحّصها، والبرامج الموضوعة من قِبَل الأجهزة الاخرى.
مقاصد هيئة الأُمَم المُتّحدة
حسب ميثاق الأُمَم المُتّحدة فإنّ لتأسيس المُنظّمة أربعة مقاصد، هي:
الحِفاظ على الأمن والسِّلم العالميّ.
التّعاون المُشترَك بين الدُّول على حلّ الأزمات الدوليّة.
رفع قيمة حقوق الإنسان.
تحسين العلاقات بين الشّعوب.
تأسيس هيئة تُمثّل مركزاً رئيساً قائماً على تنسيق أمور الشّعوب، وترتيبها.