يجري الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، يوم غدٍ الثلاثاء زيارة إلى لبنان يلتقي فيها عددا من المسؤولين في بيروت. ويتصدر ملف رئاسة الجمهورية، الذي أُوكل إلى لودريان في يونيو/حزيران الماضي، جدول أعماله، فيما لا يزال هذا الملف يواجه طريقًا مسدودًا بفعل الانقسامات السياسية الحادة بين الأطراف الفاعلة.
ولا تراهن القوى السياسية في لبنان على إمكانية أن تُحدث جولة لودريان أي اختراق في المشهد الرئاسي أو أن يكون في جعبة الزائر الفرنسي مبادرة جدية جديدة، خصوصاً أنّ "طرحه" الأخير حول التوافق على مرشحٍ ثالثٍ لم يلقَ تجاوب جميع الأطراف، في ظلّ تمسّك حزب الله وحركة أمل (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) بمرشحهما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، غير المقبول من قبل القوى المعارضة، علاوة على إصرار بري على كونه الجهة "الصالحة" للدعوة إلى حوار وترؤسه، على أن يكون معبراً نحو التوافق "المسبق" على رئيسٍ للجمهورية قبل الدعوة إلى جلسة انتخاب.
وتتمسك القوى المعارضة لحزب الله وحلفه السياسي بأن الطريق الوحيد لحل الأزمة الرئاسية يكون وفق الأطر الديمقراطية، أي الدعوة إلى جلسة نيابية بدورات متتالية تفضي في النهاية إلى انتخاب رئيس، متهمة الحزب بعرقلة كل الجهود لملء الشغور، من خلال الإصرار على فرنجية، كما يستخدم الملف الرئاسي ورقة في الحرب الدائرة في الجنوب وغزة. ولا تعوّل القوى المعارضة على الحراك الفرنسي الذي أبدت انزعاجها بداية حيال "ميله نحو دعم خفيّ" لمرشح حزب الله قبل أن يلوِّح لودريان بطرح المرشح الثالث، كما تدعو الموفد الرئاسي في كل مناسبة إلى تسمية المعرقلين الأساسيين للملف الرئاسي.
في السياق، يقول مصدرٌ دبلوماسيٌّ في السفارة الفرنسية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إنّ "زيارة لودريان تندرج في إطار المهام الموكلة إليه على صعيد ملف الرئاسة اللبنانية، بالدرجة الأولى، والتأكيد بأن فرنسا تقف إلى جانب لبنان، وتحرص على ألا يسود هذا الاستحقاق الجمود الطويل"، لافتاً إلى أنّ "هناك قلقاً حقيقياً من استمرار الفراغ الرئاسي، ويجب التنبيه من تداعياته إذا طال أكثر، ما يحتّم على المسؤولين وضع خلافاتهم جانباً والتوافق من أجل مصلحة البلد والشعب".
ويشير المصدر إلى أنّ "فرنسا تعمل مع شركائها، قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ومصر على تقريب المسافات بين القوى اللبنانية، خصوصاً أنّ البلاد تحتاج إلى رئيس في أقرب وقتٍ ممكنٍ بالنظر إلى المخاطر المحدقة بها، والحرب الدائرة على الحدود اللبنانية الجنوبية، والمخاوف المستمرة من توسّع رقعتها، وضرورة أن يكون هناك رئيس للجمهورية في هذه المرحلة وما بعد وقف إطلاق النار، حيث ستتجه الأنظار إلى مفاوضات حلّ الصراع الحدودي بين لبنان وإسرائيل سيما منه البرّي".
من جهته، يقول مصدرٌ نيابيٌّ مقرّبٌ من بري لـ"العربي الجديد": "لا معلومات لدينا حول أهداف زيارة لودريان إلى بيروت، وما إذا كان يحمل في جعبته مبادرة معينة، خصوصاً أن المعطيات لا تزال نفسها، بيد أن توقيت الزيارة يأتي عقب البيان المشترك الصادر عن سفراء الدول الخمس، قبل نحو أسبوعين، والذي حثوا فيه المسؤولين اللبنانيين على ضرورة انتخاب رئيس للبنان بعد أكثر من 18 شهراً من الفراغ الرئاسي".
ويلفت المصدر إلى أنّ "كل الجهود التي تبذلها الدول الخمس، مشكورة، وهي محلّ تقدير، بيد أنّ المطلوب في لبنان حوار، وتوافق سياسي داخلي يساهم في ملء الشغور الرئاسي، والذي من دونه لن تؤدي مائة جلسة نيابية إلى انتخاب رئيس"، مشيراً إلى أنه "حتى الساعة لا يرى الرئيس بري أن هناك تطوراً حصل يقضي بدعوة مجلس النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس، خصوصاً أن الجلسة التي عقدت في 14 يونيو/حزيران الماضي، أثبتت أن لا حظ لأي مرشح من دون توافق سياسي".
وتأتي جولة لودريان على وقع تصعيدٍ عنيف تشهده الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بين حزب الله وجيش الاحتلال في ظلّ تكثيف الأول عملياته العسكرية نحو مواقع إسرائيلية، كاشفاً الستار عن أسلحة نوعية جديدة أكثر عمقاً وتدميراً، ورفع الاحتلال، من جهته، مستوى استهدافاته للمدنيين وشخصيات في محور المقاومة.
وسبقت جولة الموفد الرئاسي إصدار سفراء الدول الخمس بياناً مشتركاً عقب اختتام اجتماعاتهم على الكتل السياسية اللبنانية الكبرى، أكدوا خلاله أنه "لا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحّد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية"، مشددين أيضاً على أنّ "انتخاب رئيس أمر ضروري لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية".
وأكد السفراء أنّهم على استعداد لأن يشهدوا وييسروا المشاورات السياسية المقترحة بالتزامن مع الجهود والمبادرات اللبنانية المستمرّة من قبل جميع الأطراف وأصحاب المصلحة اللبنانيين. ورأى السفراء أن "مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد".
ولا تراهن القوى السياسية في لبنان على إمكانية أن تُحدث جولة لودريان أي اختراق في المشهد الرئاسي أو أن يكون في جعبة الزائر الفرنسي مبادرة جدية جديدة، خصوصاً أنّ "طرحه" الأخير حول التوافق على مرشحٍ ثالثٍ لم يلقَ تجاوب جميع الأطراف، في ظلّ تمسّك حزب الله وحركة أمل (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) بمرشحهما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، غير المقبول من قبل القوى المعارضة، علاوة على إصرار بري على كونه الجهة "الصالحة" للدعوة إلى حوار وترؤسه، على أن يكون معبراً نحو التوافق "المسبق" على رئيسٍ للجمهورية قبل الدعوة إلى جلسة انتخاب.
وتتمسك القوى المعارضة لحزب الله وحلفه السياسي بأن الطريق الوحيد لحل الأزمة الرئاسية يكون وفق الأطر الديمقراطية، أي الدعوة إلى جلسة نيابية بدورات متتالية تفضي في النهاية إلى انتخاب رئيس، متهمة الحزب بعرقلة كل الجهود لملء الشغور، من خلال الإصرار على فرنجية، كما يستخدم الملف الرئاسي ورقة في الحرب الدائرة في الجنوب وغزة. ولا تعوّل القوى المعارضة على الحراك الفرنسي الذي أبدت انزعاجها بداية حيال "ميله نحو دعم خفيّ" لمرشح حزب الله قبل أن يلوِّح لودريان بطرح المرشح الثالث، كما تدعو الموفد الرئاسي في كل مناسبة إلى تسمية المعرقلين الأساسيين للملف الرئاسي.
في السياق، يقول مصدرٌ دبلوماسيٌّ في السفارة الفرنسية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إنّ "زيارة لودريان تندرج في إطار المهام الموكلة إليه على صعيد ملف الرئاسة اللبنانية، بالدرجة الأولى، والتأكيد بأن فرنسا تقف إلى جانب لبنان، وتحرص على ألا يسود هذا الاستحقاق الجمود الطويل"، لافتاً إلى أنّ "هناك قلقاً حقيقياً من استمرار الفراغ الرئاسي، ويجب التنبيه من تداعياته إذا طال أكثر، ما يحتّم على المسؤولين وضع خلافاتهم جانباً والتوافق من أجل مصلحة البلد والشعب".
ويشير المصدر إلى أنّ "فرنسا تعمل مع شركائها، قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ومصر على تقريب المسافات بين القوى اللبنانية، خصوصاً أنّ البلاد تحتاج إلى رئيس في أقرب وقتٍ ممكنٍ بالنظر إلى المخاطر المحدقة بها، والحرب الدائرة على الحدود اللبنانية الجنوبية، والمخاوف المستمرة من توسّع رقعتها، وضرورة أن يكون هناك رئيس للجمهورية في هذه المرحلة وما بعد وقف إطلاق النار، حيث ستتجه الأنظار إلى مفاوضات حلّ الصراع الحدودي بين لبنان وإسرائيل سيما منه البرّي".
لا معلومات حول أهداف زيارة لودريان لبنان
من جهته، يقول مصدرٌ نيابيٌّ مقرّبٌ من بري لـ"العربي الجديد": "لا معلومات لدينا حول أهداف زيارة لودريان إلى بيروت، وما إذا كان يحمل في جعبته مبادرة معينة، خصوصاً أن المعطيات لا تزال نفسها، بيد أن توقيت الزيارة يأتي عقب البيان المشترك الصادر عن سفراء الدول الخمس، قبل نحو أسبوعين، والذي حثوا فيه المسؤولين اللبنانيين على ضرورة انتخاب رئيس للبنان بعد أكثر من 18 شهراً من الفراغ الرئاسي".
ويلفت المصدر إلى أنّ "كل الجهود التي تبذلها الدول الخمس، مشكورة، وهي محلّ تقدير، بيد أنّ المطلوب في لبنان حوار، وتوافق سياسي داخلي يساهم في ملء الشغور الرئاسي، والذي من دونه لن تؤدي مائة جلسة نيابية إلى انتخاب رئيس"، مشيراً إلى أنه "حتى الساعة لا يرى الرئيس بري أن هناك تطوراً حصل يقضي بدعوة مجلس النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس، خصوصاً أن الجلسة التي عقدت في 14 يونيو/حزيران الماضي، أثبتت أن لا حظ لأي مرشح من دون توافق سياسي".
وتأتي جولة لودريان على وقع تصعيدٍ عنيف تشهده الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بين حزب الله وجيش الاحتلال في ظلّ تكثيف الأول عملياته العسكرية نحو مواقع إسرائيلية، كاشفاً الستار عن أسلحة نوعية جديدة أكثر عمقاً وتدميراً، ورفع الاحتلال، من جهته، مستوى استهدافاته للمدنيين وشخصيات في محور المقاومة.
وسبقت جولة الموفد الرئاسي إصدار سفراء الدول الخمس بياناً مشتركاً عقب اختتام اجتماعاتهم على الكتل السياسية اللبنانية الكبرى، أكدوا خلاله أنه "لا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحّد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية"، مشددين أيضاً على أنّ "انتخاب رئيس أمر ضروري لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية".
وأكد السفراء أنّهم على استعداد لأن يشهدوا وييسروا المشاورات السياسية المقترحة بالتزامن مع الجهود والمبادرات اللبنانية المستمرّة من قبل جميع الأطراف وأصحاب المصلحة اللبنانيين. ورأى السفراء أن "مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد".