الحاجب المنصور

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع MR_King
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
طباعة الموضوع

MR_King

عضو مسجل
14 ماي 2024
2,599
52
48
سكيكدة الجزائر
Mansour's eyebrow



الحاجب المنصور


إنه الحاجب المنصور بن أبي عامر من أعظم رجالات العسكرية في التاريخ الاسلامي ، والذي سطر فيه أشرف وأعظم الإنتصارات في كل مواجهة قادها وخاضها فلم يُهزم قط في معركة ، ولم يُكسر له سيف أبدا ، فكم أرعب وبث الخوف في قلوب أعدائه أعداء الإسلام .

من هو الحاجب المنصور


هو محمد بن أبي عامر الملقب بالحاجب المنصور ، فقد كان حاجبًا للخليفة هشام المؤيد بالله ما يمثل منصب الرجل الثاني للخلافة حيث كان الحاكم الفعلى .

ولد يتيم الأب ، وكانت أمه تغزل الصوف وترسل ولدها ليبيعه بالسوق ، وبين جوانحه ولعه بالفقه كأبيه ، حتى أتته الفرصة برحلةٍ لطلب العلم رفقة ثلاثة من أصدقائه إلى قرطبة ، وبينما هم في الطريق إذ به يخبرهم أنه ما أتى قرطبة عاصمة الخلافة الإسلامية بالاندلس إلا ليكون حاجبًا للخليفة ، ووسط سخرية أصدقائه الثلاثة إسترسل في حديثه طالبًا كل منهم بأمنية حقيق عليه تحقيقها إذا ما بلغ مبلغه ، فطلب أولهم أن يكون وزيرًا للشرطة وطلب الثاني أن يكون واليًا ، بينما تمادى الثالث في سخريته فطلب أن يأمر الشرطة بحلق شعره محمولاً على حمار في الأسواق .

وفاء الحاجب المنصور بعهده


لم تمض عشر سنوات على وعوده لأصدقائه حتى حققها لهم ، فما إن وصل قرطبة حتى توجه تلقاء جامعتها بمسجد الجامع أعظم جامعات الأرض حينئذ ، فدرس على يد خيرة رجالها وصاحب وجالس العلماء ، وبرزت ملكاته الأدبية مما أهله للقرب من حاشية الخليفة الحكم المستنصر والذي كان محبًا للعلم والعلماء ، حتى نال ثقته فعينه وزيرًا للشرطة والخزانة ومشرفًا لأملاك ولي عهده .

بزوغ نجم الحاجب المنصور


وما هي إلا سنوات قليلة وعقب وفاة الحكم المستنصر تصاعد نجم الحاجب المنصور وخاصة في ظل صغر سن الخليفة الذي لم يبلغ من العمر تسع سنوات ومع حظوته بثقة والدته بات من صناع القرار في الخلافة الأموية بالأندلس .

ومازال الحاجب المنصور يرتقي في المناصب حتى تقلد منصب الحاجب ، وأصبح وصيًا على العرش ونال بفضل سياسته الذكية مع الفقراء حبهم ، وشهدت البلاد في عهده رواجًا إقتصاديًا كبيرًا فباتت قوية الشوكة.

حملاته


أدرك الحاجب المنصور أهمية تحصين دولة الإسلام بكبح جماح التهديدات التي تسببها الغارات المتكررة على الخلافة من ممالك الأسبان على الحدود بين فرنسا وأسبانيا فقاد بنفسه حملات متتالية لا تهدأ صيفًا أو شتاءً بلغت سبعة وخمسين حملة حتى دانت له بالطاعة وبات إسم الحاجب المنصور سببًا لبث الرعب في نفوس تلك الممالك بل وسائر ربوع أوروبا حتى أن بابا روما كان يقيم الصلوات فقط لصب اللعنات على هذا القائد المغوار الذي لم تذق أوروبا طعم النصرعليه قط ولو لمرة واحدة .

آثاره بقرطبة


ما زالت آثار ما بلغته العمارة في عصره في قرطبة شاهدة على عظمتها وروعتها ، فقد توسع المنصور في بناء المسجد الفاتح حتى بات علما وتحفة للعمارة الإسلامية ، كما شيد بمقدرة فائقة مدينته الملكية ( الزاهرة ) ونقل إليها دواوين الدولة .

وفاته


توفي الحاجب المنصور أثناء عودته من إحدى غزواته ودفن حيث مات كما أوصى بمدينة تقع حاليًا شمال العاصمة الإسبانية مدريد .

وبرغم ما اعترى أوروبا من فرح عظيم وبهجة مفرطة بموت الحاجب آنذاك ، إلا أن الحكومة الإسبانية شيدت له تمثالاً له فوق القمة الجبلية التي توفي عندها وما زالت تحمل حتى الآن إسمه ( قمة المنصور) ، كما شيدت له تمثالاً بالجزيرة الخضراء مسقط رأسه حاملاً كتابه أثناء ذهابه لطلب العلم بقرطبة .

هذا هو المنصور الذي نال احترام الأعداء قبل الاحباب والذي طالما أوصى عقب كل حملة يعود منها أن تجمع آثار ما علق بثيابه من غبار المعارك حتى تجمع كلها في صرة عظيمة كي تُنثر على قبره .

ونفذت وصية المنصور وقد كتبت على قبره هذه الابيات

آثاره تنبيك عن أخباره

حتى كأنك بالعيان تراه

تالله لا يأتى الزمان بمثله

أبدا ولا يحمى الثغور سواه .

رحم الله الحاجب المنصور وجزاه عن الإسلام ونصرته خير الجزاء وألحقنا به في الصالحين.

وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا وخليلنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .