لأول مرة في مائة عام ... "وول ستريت" تقر تسوية اليوم الواحد

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع العربي الجديد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
طباعة الموضوع
  • بادئ الموضوع
اعتباراً من اليوم الثلاثاء، تعود "وول ستريت" بعد طول انتظار إلى السرعة التي كانت عليها قبل نحو مائة عام، حيث تتحول إلى نظام تسوية معاملات الأسهم في اليوم التالي، المعروف اختصاراً باسم T+1.

ويأتي التغيير المنتظر في "وول ستريت" بموجب قواعد لجنة الأوراق المالية والبورصة SEC الجديدة، ليسمح بتقليل الوقت المستغرق لتسوية كل معاملة إلى النصف، وهو ما بدأ العمل به بالفعل في أسواق أخرى، تشمل كندا والمكسيك، أمس الاثنين.

ويهدف التحول إلى نظام T+1، الذي تم التخلي عنه في الحقبة السابقة بعد حدوث طفرة في أحجام التداول صعبت من استمراره من الناحية العملية، إلى تقليل المخاطر في سوق المال الأكبر في العالم. ومع ذلك، تبقى بعض المخاوف بشأن القضايا الناشئة المحتملة، بما في ذلك صعوبة حصول المستثمرين الأجانب على الأموال مقابل مبيعاتهم في الوقت المحدد، ووصول الصناديق العاملة في الأسواق المختلفة إلى أصولهم بسرعات متباينة، كما سيكون لدى الجميع وقت أقل لإصلاح الأخطاء.

ورغم سعي كل الجهات المعنية لإتمام الانتقال إلى النظام الجديد بسلام، قالت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأسبوع الماضي إن التحول قد يؤدي إلى "زيادة مؤقتة في فشل بعض عمليات التسوية، وهو ما سيمثل تحدياً كبيراً لشريحة صغيرة من المشاركين في السوق". وأنشأت أهم جهة في سوق المال العالمية، وهي رابطة الأوراق المالية وأسواق المال SIFMA، مركز قيادة لمشروع التحول نحو تسوية اليوم التالي، لتحديد المشكلات وتنسيق الاستجابة لها.

واستعدت أغلب الشركات العاملة في الصناعة منذ أشهر للتغيير المنتظر، إذ قام بعضها بنقل الموظفين، بينما عدل البعض الآخر الورديات ونظام سير العمل لمواكبته. وفي حين يقول الكثيرون إنهم واثقون باستعدادهم، يتركز قلق كل الأطراف على ما إذا كان كل من الطرف المقابل والوسيط مستعدين أيضاً بشكل مماثل.


ونقلت وكالة بلومبيرغ عن توم برايس، العضو المنتدب ورئيس قسم التكنولوجيا والعمليات واستمرارية الأعمال في SIFMA، قوله إن "هناك الكثير من التبعات داخل الصناعة وقد تكون هناك بعض التعديلات الصعبة مع الشركات الفردية، لكنني متشجع لأن الشركات تقوم بالتوظيف. إنهم يتأكدون من عدم وجود الأشخاص على الشاطئ خلال الفترة الانتقالية، وأنهم موجودون في مكاتبهم".

ولن تكن هذه المرة الأولى التي تشهد فيها "وول ستريت" مثل هذا التحول، لكن بعض المخضرمين في الصناعة يقولون إنه سيكون الأكثر تحدياً. وانتهت حقبة T+1 في العشرينيات من القرن الماضي، وهو العقد الذي أطلق عليه اسم "العشرينات الهادرة" جزئياً بسبب الأداء المذهل في سوق الأسهم، فقد منعت الطبيعة اليدوية للمعاملات مواكبة نشاط التداول المتزايد، ليتم تأجيل التسوية وقتها في النهاية إلى خمسة أيام.

وفي التسعينيات، تم تخفيض فترة التسوية إلى ثلاثة أيام، بوصفها جزءاً من تداعيات انهيار يوم "الاثنين الأسود" عام 1987، ثم تم تخفيضها مرة أخرى إلى يومين في عام 2017، لتعكس أبعاد السوق الحديثة بشكل أفضل. ومع ذلك، يختلف التحول إلى اليوم الواحد بسبب حجم السوق ونطاقه في الوقت الحالي، وتعقد عمليات الاستثمار عبر الحدود، وحقيقة أن الولايات المتحدة تسبق العديد من أسواق المال الكبرى بهذا التغيير.

من ناحية أخرى، تتم تسوية تعاملات أسواق العملات بعد يومي عمل، وهو ما سيعني أن المستثمرين الدوليين الذين يتطلعون إلى تمويل معاملات الأوراق المالية الأميركية سيحتاجون إلى الحصول على دولاراتهم بسرعة. وعلى الرغم من الإطار الزمني المعلن لليوم الواحد، فإن التسوية الفعلية في كثير من الأحيان لن تترك للمستثمرين سوى بضع ساعات للقيام بذلك.

ويأتي التحول أيضاً مع دخول فصل الصيف الذي يتميز في أغلب الأحوال بانخفاض السيولة. ويقول مايكل وين، رئيس خدمات التنفيذ لذراع خدمات الأوراق المالية لـ"سيتي غروب" لبلومبيرغ: "من المحتمل أن يكون هناك تعديل في متطلبات السيولة قرب نهاية يوم تداول العملات الأجنبية وبعدها، أي بين الساعة 3 مساءً و 7 مساءً، وسيكون صافي التدفقات في نهاية اليوم أمراً أساسيّاً للسيولة".

وعلى المدى المتوسط إلى الطويل، قال وين إن "سيتي" تتوقع تحسن السيولة "مع دخولنا في مسار الأعمال الطبيعي". بدوره، قال كريستوس إيكونوميديس، مدير برنامج T+1 في بنك أوف نيويورك ميلون: "نحن مستعدون لتلك الموجات المتوقعة. نحن نعلم أنه ستكون هناك بعض المشكلات في عملية انتقال كهذه، لذا فإن الأمر يتعلق بالحصول على الموارد المناسبة لإصلاحها بسرعة".

2154456350.jpeg
 
  • Google Adsense
    إعلانات Google