خرّيجو معهدي المسرح والسينما: مطالبة شركات الإنتاج السورية بفرصة

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع العربي الجديد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
طباعة الموضوع
  • بادئ الموضوع
يأتي القرار الذي أصدرته، أخيرا، وزارة الثقافة في حكومة النظام السوري، بالطلب من شركات الإنتاج السورية تأمين فرص لخرّيجي المعهدين، العالي للفنون المسرحية، والعالي للفنون السينمائية، ليفتح الباب حول فرضية يدّعي أصحابها تدني مستوى الخريجين من المعهد.

شركات الإنتاج وقرار وزارة الثقافة​


أصدرت وزيرة الثقافة السورية، لبانة مشوح، القرار رقم 388/أ/10، القاضي بالطلب من شركات الإنتاج السورية المنطوية تحت مظلة لجنة صناعة السينما والتلفزيون إيجاد فرص لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للفنون السينمائية، في الأعمال الفنية العازمة على إنتاجها. ينصّ القرار على توفير فرص لثلاثة خريجين من قسم التمثيل، ولاثنين من خريجي قسم التقنيات، وذلك من آخر أربع دفعات تخرّجت من المعهد. وقال أيضاً بإيجاد فرصة لطالب من المعهد العالي للفنون السينمائية، بهدف "التمرين العملي لهم لصقل خبرتهم العملية في هذا المجال". وذكرت الوزارة أن هدفها من القرار هو "ربط المؤسسات الأكاديمية التعليمية الفنية بسوق الإنتاج الفني في القطاع الخاص، ولدعم الأكاديميين والخريجين في سبيل رفد الفن والإبداع السوري بكوادر جديدة ودماء شابة ترفع من سويته وقدرته على المنافسة".
ولمحاولة مواكبة تنفيذ الأمر، عمّم رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون، علي عنيز، القرار على جميع شركات الإنتاج المستهدفة، وطلب منها موافاة اللجنة بأسماء الخريجين والطلاب الذين سيشتركون في الأعمال المقبلة.
يشغل ماهر الخولي اليوم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية، ويشار إليه بعدم الكفاءة في قيادة المعهد الذي يعد قسم التمثيل أهم أقسامه الخمسة، إذ إن الخولي أحد خرّيجي المعهد، من قسم النقد والأدب المسرحي، من دون أن يكون له باع في التمثيل أو خبرة أكاديمية في هذا الإطار.
وسبق الخولي في هذا المنصب الممثلة جيانا عيد بين عامي 2016 و2018. وقُبل 32 طالباً في قسم التمثيل في المعهد خلال فترة توليها المنصب، وهي سابقة لم تحدث في تاريخ المعهد منذ تأسيسه عام 1977. جرت العادة أن يقبل القسم ما بين 12 في الحد الأدنى و15 طالباً بالحد الأعلى في كل موسم دراسي، وذلك ما يتناسب مع إمكانيات المعهد من تجهيزات وقاعات تدريب، وقبل كل ذلك حجم الكادر التدريسي في القسم.
وفي الأعوام ما قبل 2010، كان المعهد لا يقبل أكثر من 12 إلى 13 طالباً في قسم التمثيل، ليتمكّن من تخريج دفعات في مستوى عال من الجودة، علماً أن المعهد ولا سيما قسم التمثيل كان بعيداً لمراحل طويلة عن "الواسطة" أو "التوصيات" و"المحسوبية".

قرار متأخر؟​


يرى الممثل والفنان المسرحي نوار بلبل، أن قرار الوزارة جيد "بمعنى أن الوزارة تظهر أنها معنية بإيجاد فرص للخريجين من المعهد"، ويتمنّى "لو كان هذا القرار خرج في السابق، لحظي كثير من الخريجين في المعهد بفرص لهم بعد انتهاء الدراسة". وقال "تخرجنا من المعهد العالي للفنون المسرحية، بالتالي نحن في المقام الأول يجب أن نرفد المسرح السوري، ثم الدراما التلفزيونية وشركات الإنتاج الدرامي في مرتبة ثانية". وأفاد بلبل بأنه "كان للمسرح السوري وما يقدمه خريجو المعهد في المسرح هامش لنقد السلطة، وتمرير الرسائل للناس وإن كان بسقف متدن وضمن حدود ضيقة، أما القرار هذا فهو موجّه إلى شركات الإنتاج لإيجاد فرص للخريجين، من دون إيجاد حلول أو فرص لهم بالمسرح، المفترض أن يرفدوه في المقام الأول". وقال المخرج والناقد السوري نضال قوشحة ل"العربي الجديد" إن القرار ليس ملزماً لشركات الإنتاج، لأن الوزارة كمؤسسة حكومية لا يمكنها إلزام شركات القطاع الخاص بتعيين الخريجين، وكذلك هو لا يخص المعهد العالي للفنون المسرحية، وإنما المعهد العالي للفنون السينمائية أيضا". وأضاف "القرار طلب من شركات الإنتاج لإيجاد فرصة للخرّيجين، والسبب بالتأكيد كون سوق الدراما السوري عانت تراجعاً في معدلات الإنتاج في السنوات الأخيرة، فبالتالي هناك خريجون لا يجدون فرص عمل بسبب ضعف معدلات الإنتاج أولاً، ووجود ممثلين غير أكاديميين في سوق الدراما".


يرى المخرج والناقد السوري نضال قوشحة أنه "ليس هناك تدنّ في مستوى المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية أو خريجيه، بل هناك خرّيجون عكسوا مستوى عالياً له، من خلال تقديمهم مواسم درامية ناجحة جدا". ويشدّد قوشحة على أن "المعهد لا يزال يخرج مواهب، ولديه أساتذة متمكّنون من تخريج دفعات واعدة للمشهد الفني في سورية، والقرار هذا يأتي لدعم الطاقات الشابة، وليس لكون سوية خريجي المعهد متدنية".

121.jpeg
 
  • Google Adsense
    إعلانات Google