حديثُ مشى النبي على أطراف أنامله غير صحيح

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع MR_King
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
طباعة الموضوع

MR_King

عضو مسجل
14 ماي 2024
2,335
51
48
سكيكدة الجزائر



The hadith of the Prophet walking on his fingertips is not true

هل مشى النبي على أطراف أنامله في جنازة ثعلبة



ثمة حديث يتردد على ألسنة العوام فضلا عن بعض أهل العلم ممن يعتلون المنابر ، ولا يعلمون أنه حديث غير صحيح حيث يروي أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا يُدعى ثعلبة رضوان الله عليه ، وكان يقوم على شئون سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ، لا يفت في عضده ولا يثنيه عن ذلك أمرٌ آخر وإن عظم ، حتى أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة في حاجة ، وبينما هو يمر ببيت من بيوت الأنصار رأى امرأة تغتسل فأطال النظر إليها ، ثم تملكته رعدة وخوف من فعلته ، ومخافة أن يتنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه بما اقترف .
وأنه بلغ من ثعلبة على إثر فعلته ندمٌ شديد ، وأسِف أسفًا عظيمًا حتى أنه لم يجرؤ على معاودة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبق إلى الجبال بين مكة والمدينة عاكفًا أربعين يومًا يبكي على خطيئته مستغفرًا متضرعًا إلى الله يرجو رحمته وعفوه .
وأن ما كان يخشاه ثعلبة وقع ، ولكن وقع على خِلف ما خشي ، إذ نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبلغه السلام من رب العباد ويخبره بأن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بالله فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا من عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي أن ينطلقا ويأتياه بثعلبة ، فلما جاء ثعلبة سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عما غيبه عنه فقال ثعلبة ذنبٌ يا رسول الله ، فما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيب القلوب إلا أن قال له " ألا أدلك على ما يمحو الله به الذنوب والخطايا " فقال ثعلبة بلى يا رسول الله ، فقال قل " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " فقال ثعلبة ذنبي أعظم ، فقال صلى الله عليه وسلم بل كلام الله أعظم ثم انصرف ثعلبة إلى بيته .
وأنه لما مر على لقاء ثعلبة برسول الله صلى الله عليه ثمانية أيام ، قال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه لأصحابه قوموا بنا إلى ثعلبة ، فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل رأس ثعلبة في حجره لكن ثعلبة أزالها فسأله صلى الله عليه وسلم" لما أزلت رأسك عن حجري يا ثعلبة " فقال ثعلبة لأنها ملأة بالذنوب ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عما ومما تشتكي فقال ثعلبة مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي ، فقال صلى اللّه عليه وسلم فما تشتهي فقال ثعلبة مغفرة ربي ، وأنه نزل الوحي جبريل عليه السلام يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم " يا محمد إن ربك يُقرؤك السلام ويقول لك لو عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقراب الأرض مغفرة ، وأنه لما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ثعلبة بهذه البشارة حتى صاح ثعلبة صحية عظيمة مات على أثرها ، ثم أمر صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه فلما انتهى ، رأى الصحابة النبي صلوات الله وسلامه عليه يمشي على أطراف أنامله ، فلما سألوه قال " والذي بعثني بالحق نبيًا ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ثعلبة .

الحديث غير صحيح


فهذا الحديث رواه أبو نعيم في الحلية حيث إن في سنده أبو بكر بن المفيد ومنصور بن عمار وشيخه المنكدر بن محمد بن المنكدر وهم ضعفاء.

فأما أبو بكر فقال فيه الذهبي في الميزان متهم، وقال فيه السيوطي ليس بحجة، وأما منصور فقال ابن حجر في لسان الميزان عند الحديث عنه قال ابن عدي منكر الحديث، وقال أبو حاتم ليس بالقوي.

وأما المنكدر فقد اعتبره ابن حبان من المجروحين، وذكر ابن حجر في التقريب والذهبي في الكاشف إنه لين الحديث، وقال العجلي في معرفة الثقات إنه ضعيف، وبناء عليه فإن الحديث غير صحيح ، وقد ذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة وعده في الموضوعات.
فاللهم ربنا رب السموات والأرض اغفر لنا سهونا وخطأنا دون قصد أو عمد وكفّر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، إنك أنت الغفور الرحيم .
وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

 
  • Google Adsense
    إعلانات Google