في أول رد فعل على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء أول من أمس الجمعة، عن "مقترح إسرائيلي جديد شامل" يوفر "خريطة طريق" لإرساء هدنة غزة والإفراج عن جميع المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "أهمية تكاتف الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة ومنع توسع تداعياتها إنسانياً وأمنياً"، مشدداً على "ضرورة انخراط كل الأطراف بجدية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع". وخلال لقائه السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، حذر السيسي من "خطورة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية على الأمن الإقليمي".
وفي سياق ذلك، كشفت مصادر مصرية عن اجتماع مصري أميركي إسرائيلي، سيُعقد اليوم الأحد في القاهرة، لبحث إعادة تشغيل معبر رفح "في ظل تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنفذ". ونقلت وسائل إعلام تابعة للدولة المصرية، عن "مصدر رفيع المستوى"، قوله إن مصر "أكدت لكل الأطراف موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، كما حمّلت مصر الجانب الإسرائيلي مسؤولية النتائج عن هذا الإغلاق وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة". وعلى صعيد المفاوضات، قال المصدر، إن هناك "جهوداً مصرية مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة في غزة في ضوء الطرح الأميركي الأخير".
وبينما أكدت "حماس" الاستعداد للتعامل "بشكل إيجابي وبنّاء" مع مقترح هدنة غزة إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قوله إنه "يرفض فكرة وقف إطلاق نار دائم قبل تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية". في مقابل ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إنها "تنظر بريبة" إلى مقترح بايدن، لكنها "ستدرسه وتتخذ موقفاً وطنياً بما يضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من القطاع".
وقال المتحدث الرسمي باسم "حماس" جهاد طه، لـ"العربي الجديد": "لا شك طبعاً أنه بعد خطاب الرئيس الأميركي، كان هناك موقف بارز لقيادة الحركة، حيث أبدت الإيجابية والمرونة في التعاطي مع خطاب الرئيس الأميركي"، مضيفاً أن "الخطوة المقبلة يجب أن تكون من الجانب الإسرائيلي الذي ما يزال يمارس سياسة التعنّت والمماطلة والرفض لأي وقف إطلاق نار دائم أو مستدام، وبالتالي طبعاً ما صدر عن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أنه لا يرغب بوقف إطلاق النار، وأنه أعطى الضوء الأخضر لوضع عناوين عريضة لصفقة تبادل، من خلال الفريق التفاوضي أيضاً، يبرهن ويدل على سياسة إفشال أي مقترحات أو مبادرات تفضي لوقف إطلاق نار دائم أو مستدام".
وشدد طه على أن "المطلوب اليوم أن يكون هناك ضغط من المجتمع الدولي والإدارة الأميركية، لكي يتم إخضاع الجانب الإسرائيلي وإلزامه بما تم التوافق عليه في ما يُطرح من مقترحات تفضي إلى وقف إطلاق النار".
وحول الأوضاع في مدينة رفح الفلسطينية، والعمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي عند معبر رفح، وتأثيرها على غلق المعبر، قال طه: "لا بد أن تعود الأمور كما كانت عليه سابقاً من أجل إدخال قوافل الإغاثة وتسهيل مرور المسافرين بين الجانبين المصري والفلسطيني، ولا بد أن تعود السيادة على معبر رفح إلى الفلسطينيين، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهذا يجب أن يكون واضحاً للجانب الإسرائيلي وللوسطاء". وشدد على أن "أي مقترح أو أي مبادرة، لا بد أن تتضمن الانسحاب الكامل من القطاع، ويجب أن يفضي أي مقترح إلى وقف إطلاق النار التام، والانسحاب من قطاع غزة، إضافة إلى عودة النازحين، وإدخال القوافل الإغاثية وإعادة الإعمار". وختم المتحدث باسم "حماس" قائلاً: "نحن ما نزال منفتحين على كل المناخات الإيجابية، وعلى كل المبادرات التي من شأنها أن تفضي إلى وقف إطلاق النار، والانسحاب من قطاع غزة، ونأمل أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته أمام مشهد المجازر والجرائم المروعة التي ما تزال تُرتكب اليوم".
وتعليقاً على تصريح حركة الجهاد الإسلامي، بأنها "تنظر بارتياب" لطرح بايدن حول هدنة غزة قال رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية وعضو المكتب السياسي للحركة في فلسطين، إحسان عطايا، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "الإدارة الأميركية تكذب وتخادع، وتمارس بخبثها دور البريء، وهي التي تقود حرب الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، ولذلك فهي ليست موضع ثقة". وأضاف: "تصريحات بايدن تأتي في هذا السياق، وتحمل في طياتها رسائل متعددة الاتجاهات؛ من أبرزها: رسالة إلى الجماهير المعترضة على سياسات حكوماتها المشاركة في العدوان الهمجي على غزة، والمحتجين في الشارع والجامعات بشكل عام، ولا سيما في أميركا وبعض الدول الأوروبية، في محاولة لاستيعاب التظاهرات، وامتصاص غضب المتظاهرين، وإيهامهم بأن أميركا تريد وقف إطلاق النار، وبالتالي التخفيف من آثار هذه الاحتجاجات".
وتابع: "هي أيضاً رسالة إلى الداخل الصهيوني المنقسم، لتغليب صوت الفريق المنسجم مع إدارة بايدن على فريق نتنياهو، وصولاً إلى تغيير الحكومة الصهيونية الحالية بحكومة طيّعة بيد أميركا، وتحميل نتنياهو مسؤولية الفشل والإخفاق في هذه المعركة، والهزيمة المرتقبة لهم في غزة، ورسالة ثالثة إلى العالم بأن أميركا ليست طرفاً في هذه الحرب، وأنها تقف على الحياد، لتتجنب الإدانة بجرائم الحرب في المحاكم الدولية، وتلمع صورتها الملطخة بدماء الأطفال والنساء الذين قتلوا بسلاحها في غزة، وتتنصل من قيادتها مع شركائها لهذا العدوان غير المسبوق في التاريخ المعاصر على المدنيين". وتابع: "أما بالنسبة لأية مبادرة لوقف العدوان على غزة، تقدم حسب الأصول، وليس في سياق الحرب الإعلامية، فإن قيادة الجهاد الإسلامي تدرسها بجدية، وتقدم ملاحظاتها ورأيها بحرص ومسؤولية، وتناقشها مع قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية، للوصول إلى رد موحد عليها".
وتعليقاً على المقترح الأميركي حول هدنة غزة قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمر أبو سعدة، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد المقترح الذي أطلقه بايدن، وقال فيه إنه آن الأوان للحرب أن تنتهي، من الواضح أن هناك قناعة أميركية بأن إسرائيل لن تستطيع أن تحقق أكثر مما حققته، وهو الدمار الكامل في قطاع غزة، وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والجرحى من المدنيين بالدرجة الأساسية". وأضاف أن "الرئيس الأميركي يريد أن يركز أكثر خلال المرحلة المقبلة على حملته الانتخابية، خصوصاً مع رغبته في أن يستغل التهم التي وُجهت إلى سلفه دونالد ترامب في المحكمة في نيويورك".
اجتماع لبحث تشغيل معبر رفح
وفي سياق ذلك، كشفت مصادر مصرية عن اجتماع مصري أميركي إسرائيلي، سيُعقد اليوم الأحد في القاهرة، لبحث إعادة تشغيل معبر رفح "في ظل تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنفذ". ونقلت وسائل إعلام تابعة للدولة المصرية، عن "مصدر رفيع المستوى"، قوله إن مصر "أكدت لكل الأطراف موقفها الثابت والقائم على عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه، كما حمّلت مصر الجانب الإسرائيلي مسؤولية النتائج عن هذا الإغلاق وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة". وعلى صعيد المفاوضات، قال المصدر، إن هناك "جهوداً مصرية مكثفة للعودة إلى مفاوضات الهدنة في غزة في ضوء الطرح الأميركي الأخير".
وبينما أكدت "حماس" الاستعداد للتعامل "بشكل إيجابي وبنّاء" مع مقترح هدنة غزة إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قوله إنه "يرفض فكرة وقف إطلاق نار دائم قبل تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية". في مقابل ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إنها "تنظر بريبة" إلى مقترح بايدن، لكنها "ستدرسه وتتخذ موقفاً وطنياً بما يضمن وقف العدوان والانسحاب الكامل من القطاع".
موقف حماس من اقتراح هدنة غزة
وقال المتحدث الرسمي باسم "حماس" جهاد طه، لـ"العربي الجديد": "لا شك طبعاً أنه بعد خطاب الرئيس الأميركي، كان هناك موقف بارز لقيادة الحركة، حيث أبدت الإيجابية والمرونة في التعاطي مع خطاب الرئيس الأميركي"، مضيفاً أن "الخطوة المقبلة يجب أن تكون من الجانب الإسرائيلي الذي ما يزال يمارس سياسة التعنّت والمماطلة والرفض لأي وقف إطلاق نار دائم أو مستدام، وبالتالي طبعاً ما صدر عن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أنه لا يرغب بوقف إطلاق النار، وأنه أعطى الضوء الأخضر لوضع عناوين عريضة لصفقة تبادل، من خلال الفريق التفاوضي أيضاً، يبرهن ويدل على سياسة إفشال أي مقترحات أو مبادرات تفضي لوقف إطلاق نار دائم أو مستدام".
جهاد طه: الخطوة المقبلة يجب أن تكون من الجانب الإسرائيلي الذي ما يزال يمارس سياسة التعنّت والمماطلة والرفض لأي وقف إطلاق نار دائم أو مستدام
وشدد طه على أن "المطلوب اليوم أن يكون هناك ضغط من المجتمع الدولي والإدارة الأميركية، لكي يتم إخضاع الجانب الإسرائيلي وإلزامه بما تم التوافق عليه في ما يُطرح من مقترحات تفضي إلى وقف إطلاق النار".
وحول الأوضاع في مدينة رفح الفلسطينية، والعمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي عند معبر رفح، وتأثيرها على غلق المعبر، قال طه: "لا بد أن تعود الأمور كما كانت عليه سابقاً من أجل إدخال قوافل الإغاثة وتسهيل مرور المسافرين بين الجانبين المصري والفلسطيني، ولا بد أن تعود السيادة على معبر رفح إلى الفلسطينيين، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهذا يجب أن يكون واضحاً للجانب الإسرائيلي وللوسطاء". وشدد على أن "أي مقترح أو أي مبادرة، لا بد أن تتضمن الانسحاب الكامل من القطاع، ويجب أن يفضي أي مقترح إلى وقف إطلاق النار التام، والانسحاب من قطاع غزة، إضافة إلى عودة النازحين، وإدخال القوافل الإغاثية وإعادة الإعمار". وختم المتحدث باسم "حماس" قائلاً: "نحن ما نزال منفتحين على كل المناخات الإيجابية، وعلى كل المبادرات التي من شأنها أن تفضي إلى وقف إطلاق النار، والانسحاب من قطاع غزة، ونأمل أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته أمام مشهد المجازر والجرائم المروعة التي ما تزال تُرتكب اليوم".
وتعليقاً على تصريح حركة الجهاد الإسلامي، بأنها "تنظر بارتياب" لطرح بايدن حول هدنة غزة قال رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية وعضو المكتب السياسي للحركة في فلسطين، إحسان عطايا، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "الإدارة الأميركية تكذب وتخادع، وتمارس بخبثها دور البريء، وهي التي تقود حرب الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، ولذلك فهي ليست موضع ثقة". وأضاف: "تصريحات بايدن تأتي في هذا السياق، وتحمل في طياتها رسائل متعددة الاتجاهات؛ من أبرزها: رسالة إلى الجماهير المعترضة على سياسات حكوماتها المشاركة في العدوان الهمجي على غزة، والمحتجين في الشارع والجامعات بشكل عام، ولا سيما في أميركا وبعض الدول الأوروبية، في محاولة لاستيعاب التظاهرات، وامتصاص غضب المتظاهرين، وإيهامهم بأن أميركا تريد وقف إطلاق النار، وبالتالي التخفيف من آثار هذه الاحتجاجات".
عطايا: الإدارة الأميركية تكذب وتخادع، وتمارس بخبثها دور البريء، وهي التي تقود حرب الإبادة الجماعية
وتابع: "هي أيضاً رسالة إلى الداخل الصهيوني المنقسم، لتغليب صوت الفريق المنسجم مع إدارة بايدن على فريق نتنياهو، وصولاً إلى تغيير الحكومة الصهيونية الحالية بحكومة طيّعة بيد أميركا، وتحميل نتنياهو مسؤولية الفشل والإخفاق في هذه المعركة، والهزيمة المرتقبة لهم في غزة، ورسالة ثالثة إلى العالم بأن أميركا ليست طرفاً في هذه الحرب، وأنها تقف على الحياد، لتتجنب الإدانة بجرائم الحرب في المحاكم الدولية، وتلمع صورتها الملطخة بدماء الأطفال والنساء الذين قتلوا بسلاحها في غزة، وتتنصل من قيادتها مع شركائها لهذا العدوان غير المسبوق في التاريخ المعاصر على المدنيين". وتابع: "أما بالنسبة لأية مبادرة لوقف العدوان على غزة، تقدم حسب الأصول، وليس في سياق الحرب الإعلامية، فإن قيادة الجهاد الإسلامي تدرسها بجدية، وتقدم ملاحظاتها ورأيها بحرص ومسؤولية، وتناقشها مع قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية، للوصول إلى رد موحد عليها".
وتعليقاً على المقترح الأميركي حول هدنة غزة قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمر أبو سعدة، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد المقترح الذي أطلقه بايدن، وقال فيه إنه آن الأوان للحرب أن تنتهي، من الواضح أن هناك قناعة أميركية بأن إسرائيل لن تستطيع أن تحقق أكثر مما حققته، وهو الدمار الكامل في قطاع غزة، وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والجرحى من المدنيين بالدرجة الأساسية". وأضاف أن "الرئيس الأميركي يريد أن يركز أكثر خلال المرحلة المقبلة على حملته الانتخابية، خصوصاً مع رغبته في أن يستغل التهم التي وُجهت إلى سلفه دونالد ترامب في المحكمة في نيويورك".