شكّلت كارثة الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في شمال أفغانستان صدمة كبيرة لدى المواطنين، كما هو الحال في غيرها من الكوارث والأزمات التي تشهدها البلاد، في ظل عدم تنسيق العمل لإغاثة المتضررين. وتبذل حكومة طالبان، وخصوصاً الإدارات المعنية، قصارى جهدها لتقديم كل ما يلزم للمتضررين. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، سواء من قبل الإدارات المعنية أو المسؤولين، إلا أن هناك نقصاً في الوسائل اللازمة وغير ذلك.
وفاقم المعاناة غياب المؤسسات الدولية التي كانت تعمل في البلاد. لكن مع سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، أغلقت معظم تلك المؤسسات أبوابها وتعطلت المشاريع المختلفة وتراجع الدعم الدولي، الأمر الذي أضعف مهمة حكومة طالبان والمجتمع المحلي.
ويقول الناشط الأفغاني عبد الكبير خان لـ "العربي الجديد" إنه مع سيطرة طالبان على أفغانستان تغيّرت الأمور كثيراً، وأغلقت مئات المؤسسات الدولية التي كانت تعمل في مختلف المجالات، علماً أنه كانت لتلك المؤسسات مساهمة كبيرة في مساعدة المنكوبين والمتضررين جراء الكوارث الطبيعية. وشهدت البلاد كوارث طبيعية عدة، وكانت آخرها الفيضانات الجارفة، ولا تزال آثارها المدمرة مستمرة.
ويوضح أنه لا شك في أن المجتمع الدولي لا يزال يساهم بشكل كبير في مساعدة المنكوبين لكن ببطء شديد ومن خلال المؤسسات المحلية. بالتالي، تصل المساعدات متأخرة وليس على المستوى المطلوب. كما أن للأزمات التي يشهدها العالم تأثيراً، كالحرب الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وغيرهما.
وعلى الرغم من أن دور المؤسسات الدولية تراجع، إلا أنها تساهم إلى حد كبير في تخفيف معاناة المتضررين، منها المؤسسات التابعة للأمم المتحدة كالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها، وكلها تعمل بشكل متواصل على مساعدة المتضررين جراء الفيضانات، وفي مجالات مختلفة كالصحة والغذاء والإيواء وغيرها. وتنسق هذه المنظمات مع حكومة طالبان التي طلبت منها عدم الاكتفاء بالمساعدات الطارئة والاحتياجات الأولية، بل المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية.
في هذا السياق، يقول عبد الكبير إنّه يتوجب على المؤسسات الدولية العمل على إعادة إعمار المنازل والطرقات والمدارس وغيرها، موضحاً أن تلك المرحلة مهمة للغاية. في الوقت نفسه، يشير إلى أن عمل المؤسسات الدولية هش جداً، وتكتفي معظم الأحيان بتقديم المساعدات العاجلة. وعلى الرغم من أهمية تلك المساعدات، إلا أن إعادة إعمار المنازل والطرقات والمدارس والمستشفيات أمر مهم جداً، ويحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة مقارنة بالعمل من أجل توفير الاحتياجات الأولية. ويلاحظ أن دور تلك المؤسسات شبه غائب عن عمليات الإنقاذ في الوهلة الأولى للكوارث.
وبعدما ضعف دور المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي في ظل حكم طالبان، عمدت المؤسسات المحلية إلى الاعتماد بشكل كلي على الأثرياء داخل البلاد. وهي لا تساهم فقط في عمليات الإنقاذ بل في عمليات الإغاثة وإعادة إعمار البنية التحتية ومنازل الناس والمدارس والمستشفيات.
وتعمل مؤسسة إحساس الخيرية التي تعتمد على تبرعات الناس في مجالات مختلفة. ويومياً، توزع الطعام لنحو ألف أسرة في ولاية بغلان وألف أسرة في ولاية غور، ويتضمن الخبز والأرز واللحم والعصير والمياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يرحب به المتضررون. كما توزع المبالغ المالية على الأسر المتضررة لتتمكن من شراء ما تحتاج إليه. ويقول رئيس المؤسسة عبد الفتاح جواد: "لدينا متطوعون ومكاتب في جميع الولايات المتضررة، ولكن نصب اهتمامنا على ولايتي غور وبغلان لأنهما تضررتا بشكل كبير". يضيف أن المؤسسات تعمل في جميع الولايات المتضررة مستفيدة من مساعدات المواطنين والأثرياء. ويناشد جميع المواطنين تقديم المساعدات، فهذا حق المواطنين المتضررين علينا، إذ إنهم في أمس حاجة إلى ذلك. ويوضح أن المؤسسة توفر الملابس والخيام وأنواعاً مختلفة من الاحتياجات للمتضررين، كما تساهم في تنفيذ مشاريع عدة، من بينها إعادة إعمار المنازل والمدارس والمستشفيات. على سبيل المثال، انتهت من تجهيز حي سكني لمتضرري الزلزال في ولاية هرات، مجهز بكل ما يحتاج إليه المواطنون من مدرسة ومسجد ومستشفى. ووزعت المنازل على متضرري الزلزال. وكان رئيس المؤسسة عبد الفتاح جواد قد طلب من المواطنين في الـ 21 من شهر مايو/ أيار الجاري مساعدة المؤسسة في المرحلة الثانية لبناء المنازل لمتضرري الفيضانات في ولاية بغلان وغور.
كما أعلن الهلال الأحمر الأفغاني بناء منازل في المرحلة الثانية لمتضرري الفيضانات، وهو حالياً في صدد جمع المعلومات وأخذ التدابير اللازمة لتدشين تلك المرحلة بالتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة.
وتعليقاً على أنشطة المؤسسات المحلية الأفغانية في أوقات الكوارث والأزمات الطبيعية، يقول الناشط الاجتماعي الأفغاني عبد السلام نقيب لـ "العربي الجديد": "لا شك في أنه بعد مجيء طالبان، ازدهر عمل المؤسسات المحلية. وعلى الرغم من الإمكانات الهشة، إلا أن دورها يتجاوز دور أعمال المؤسسات الدولية الكبيرة. والفرق الكبير بينهما هو أن المؤسسات الدولية تصرف الكثير من الأموال في الإجراءات الروتينية من رواتب الموظفين وبدلات إيجار المنازل الفخمة والمواصلات. أما المؤسسات المحلية، فلا تصرف الكثير من الأموال بل تصب اهتمامها على المشاريع نفسها".
وفاقم المعاناة غياب المؤسسات الدولية التي كانت تعمل في البلاد. لكن مع سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، أغلقت معظم تلك المؤسسات أبوابها وتعطلت المشاريع المختلفة وتراجع الدعم الدولي، الأمر الذي أضعف مهمة حكومة طالبان والمجتمع المحلي.
ويقول الناشط الأفغاني عبد الكبير خان لـ "العربي الجديد" إنه مع سيطرة طالبان على أفغانستان تغيّرت الأمور كثيراً، وأغلقت مئات المؤسسات الدولية التي كانت تعمل في مختلف المجالات، علماً أنه كانت لتلك المؤسسات مساهمة كبيرة في مساعدة المنكوبين والمتضررين جراء الكوارث الطبيعية. وشهدت البلاد كوارث طبيعية عدة، وكانت آخرها الفيضانات الجارفة، ولا تزال آثارها المدمرة مستمرة.
ويوضح أنه لا شك في أن المجتمع الدولي لا يزال يساهم بشكل كبير في مساعدة المنكوبين لكن ببطء شديد ومن خلال المؤسسات المحلية. بالتالي، تصل المساعدات متأخرة وليس على المستوى المطلوب. كما أن للأزمات التي يشهدها العالم تأثيراً، كالحرب الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وغيرهما.
وعلى الرغم من أن دور المؤسسات الدولية تراجع، إلا أنها تساهم إلى حد كبير في تخفيف معاناة المتضررين، منها المؤسسات التابعة للأمم المتحدة كالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها، وكلها تعمل بشكل متواصل على مساعدة المتضررين جراء الفيضانات، وفي مجالات مختلفة كالصحة والغذاء والإيواء وغيرها. وتنسق هذه المنظمات مع حكومة طالبان التي طلبت منها عدم الاكتفاء بالمساعدات الطارئة والاحتياجات الأولية، بل المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية.
في هذا السياق، يقول عبد الكبير إنّه يتوجب على المؤسسات الدولية العمل على إعادة إعمار المنازل والطرقات والمدارس وغيرها، موضحاً أن تلك المرحلة مهمة للغاية. في الوقت نفسه، يشير إلى أن عمل المؤسسات الدولية هش جداً، وتكتفي معظم الأحيان بتقديم المساعدات العاجلة. وعلى الرغم من أهمية تلك المساعدات، إلا أن إعادة إعمار المنازل والطرقات والمدارس والمستشفيات أمر مهم جداً، ويحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة مقارنة بالعمل من أجل توفير الاحتياجات الأولية. ويلاحظ أن دور تلك المؤسسات شبه غائب عن عمليات الإنقاذ في الوهلة الأولى للكوارث.
وبعدما ضعف دور المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي في ظل حكم طالبان، عمدت المؤسسات المحلية إلى الاعتماد بشكل كلي على الأثرياء داخل البلاد. وهي لا تساهم فقط في عمليات الإنقاذ بل في عمليات الإغاثة وإعادة إعمار البنية التحتية ومنازل الناس والمدارس والمستشفيات.
وتعمل مؤسسة إحساس الخيرية التي تعتمد على تبرعات الناس في مجالات مختلفة. ويومياً، توزع الطعام لنحو ألف أسرة في ولاية بغلان وألف أسرة في ولاية غور، ويتضمن الخبز والأرز واللحم والعصير والمياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يرحب به المتضررون. كما توزع المبالغ المالية على الأسر المتضررة لتتمكن من شراء ما تحتاج إليه. ويقول رئيس المؤسسة عبد الفتاح جواد: "لدينا متطوعون ومكاتب في جميع الولايات المتضررة، ولكن نصب اهتمامنا على ولايتي غور وبغلان لأنهما تضررتا بشكل كبير". يضيف أن المؤسسات تعمل في جميع الولايات المتضررة مستفيدة من مساعدات المواطنين والأثرياء. ويناشد جميع المواطنين تقديم المساعدات، فهذا حق المواطنين المتضررين علينا، إذ إنهم في أمس حاجة إلى ذلك. ويوضح أن المؤسسة توفر الملابس والخيام وأنواعاً مختلفة من الاحتياجات للمتضررين، كما تساهم في تنفيذ مشاريع عدة، من بينها إعادة إعمار المنازل والمدارس والمستشفيات. على سبيل المثال، انتهت من تجهيز حي سكني لمتضرري الزلزال في ولاية هرات، مجهز بكل ما يحتاج إليه المواطنون من مدرسة ومسجد ومستشفى. ووزعت المنازل على متضرري الزلزال. وكان رئيس المؤسسة عبد الفتاح جواد قد طلب من المواطنين في الـ 21 من شهر مايو/ أيار الجاري مساعدة المؤسسة في المرحلة الثانية لبناء المنازل لمتضرري الفيضانات في ولاية بغلان وغور.
كما أعلن الهلال الأحمر الأفغاني بناء منازل في المرحلة الثانية لمتضرري الفيضانات، وهو حالياً في صدد جمع المعلومات وأخذ التدابير اللازمة لتدشين تلك المرحلة بالتنسيق مع الجهات المعنية المختلفة.
وتعليقاً على أنشطة المؤسسات المحلية الأفغانية في أوقات الكوارث والأزمات الطبيعية، يقول الناشط الاجتماعي الأفغاني عبد السلام نقيب لـ "العربي الجديد": "لا شك في أنه بعد مجيء طالبان، ازدهر عمل المؤسسات المحلية. وعلى الرغم من الإمكانات الهشة، إلا أن دورها يتجاوز دور أعمال المؤسسات الدولية الكبيرة. والفرق الكبير بينهما هو أن المؤسسات الدولية تصرف الكثير من الأموال في الإجراءات الروتينية من رواتب الموظفين وبدلات إيجار المنازل الفخمة والمواصلات. أما المؤسسات المحلية، فلا تصرف الكثير من الأموال بل تصب اهتمامها على المشاريع نفسها".