"نعم. أحبُّ غزّة ولا أعرف السبب. في تلك المرات التي زرتها، كنتُ أقوم بتصوير ما أعتقد أنني يجب أن أصوره. وكنتُ أفعل ذلك بنبرة مأساوية ومهيبة، كمثل كل ما كنت أراه. كنت ألتقط صوراً، وكانت صور أخرى تلتقطني". هذا جزءٌ من مقدمة المشروع الوثائقي (2014 – 2015)، للفنان الأرجنتيني، من أصل لبناني، إدواردو سوتيراس خليل Eduardo Soteras Jalil (قرطبة، الأرجنتين، 1973)، والذي يحمل عنوان "غزّة: كتيب تعليمات".
لم يكن التصوير ضمن خطط الفنان الأرجنتيني، فقد درس العلوم والمحاسبة وامتهنها لبعض السنوات. ولكنه، خلال زيارة إلى أوروبا، تعرّف على صور الفوتوغرافي الفرنسي من أصل تشيكي جوزيف كوديلكا (1938)، المعروف بلقب "مصوّر اللاجئين". كان عمره حينها ثلاثة وعشرين عاماً. قرّر السفر إلى بلجيكا. وهناك اقتنى كاميرته الأولى من نوع "نيكون إف جي 20"، ولم يكن لديه أدنى فكرة كيف تعمل. لكنه شيئاً فشيئاً، تعلّم عليها. حمل حقيبة الظهر وبدأ السفر والتصوير: من سويسرا إلى الكونغو، ومن برشلونة إلى إثيوبيا وصولاً إلى فلسطين. كان في أثناء هذا كلّه يفعل شيئاً واحداً لا غير: توثيق فجوات الحياة.
قد تكون محطة فلسطين، وغزّة، على وجه الخصوص، في عام 2014 هي أبرز محطات الفنان الفوتوغرافية، فهناك مكث قبل بدء عدوان الثامن من حزيران/ يونيو، واستطاع بعدسته، كما يقول هو نفسه "أن يستكشف الأماكن المشتركة في مكان يكاد أن يختفي اليوم، موثّقاً بذلك التفاصيل الصغيرة من الحياة اليومية. هدفي من ذلك الحفاظ على تلك الحياة الصغيرة. إضافة إلى أنني عشت تجربة العمل في واحدٍ من أحبّ الأماكن على قلبي. نعم أنا مع الفلسطينّيين"؛ والنتيجة كانت مشروع "غزّة: كتيب تعليمات" المؤلّف من سلسلة من الصور الفوتوغرافية تصوّر الحياة في ظل الدمار والموت.
لا تفسير عقلانياً للصور، إنها جاذبية أو عطر يُستنشق عندما يكون الإنسان محاطاً بالقتل والدمار المُتعمّد: زخرفة قاعة احتفال وسط الدمار، رجل ببالون أحمر على وجهه كتب عليه "أحبك"، بقايا قنبلة تحوّلت إلى أصيص من الورد، رجل يحمل شبلاً، صياد مسترخٍ على عربة تلاطم أمواج المتوسط أقدام حصانها. جميعها، وكل صورةٍ منها تكتسب اليوم في ظل الإبادة المُمنهجة التي ترتكبها "إسرائيل" منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر بعداً يمكن أن نطلق عليه، كما يحبّ الفنان نفسه أن يقول بـ "علم الآثار الوقائي".
لا يتردد الفنان الأرجنتيني في آخر حوارٍ أجراه مع صحيفة "الباييس" الإسبانية بالقول إنّه مع غزّة في ظلّ ما تعاني من حرب إبادة. يشعر أنه فلسطيني: "لقد كانت غزّة سجنا في الهواء الطلق، ولكن مع ذلك استطاع الغزيون أن يعثروا على فجوات لتوليد الحياة. يمكن تشبيه الأمر بنبات السرخس الذي يفترش الجدران. عندما رأوا ذلك دمّروا حتى الجدار. هدموا كلّ شيء. لم يبق شيء. حتى إنني لم أكتب إلى أي من أصدقائي في غزّة لأسألهم عن أحوالهم. حقّاً أشعر بالخجل".
لم يكن التصوير ضمن خطط الفنان الأرجنتيني، فقد درس العلوم والمحاسبة وامتهنها لبعض السنوات. ولكنه، خلال زيارة إلى أوروبا، تعرّف على صور الفوتوغرافي الفرنسي من أصل تشيكي جوزيف كوديلكا (1938)، المعروف بلقب "مصوّر اللاجئين". كان عمره حينها ثلاثة وعشرين عاماً. قرّر السفر إلى بلجيكا. وهناك اقتنى كاميرته الأولى من نوع "نيكون إف جي 20"، ولم يكن لديه أدنى فكرة كيف تعمل. لكنه شيئاً فشيئاً، تعلّم عليها. حمل حقيبة الظهر وبدأ السفر والتصوير: من سويسرا إلى الكونغو، ومن برشلونة إلى إثيوبيا وصولاً إلى فلسطين. كان في أثناء هذا كلّه يفعل شيئاً واحداً لا غير: توثيق فجوات الحياة.
سلسلة صور فوتوغرافية تصوّر الحياة في غزّة وسط الدمار والموت
قد تكون محطة فلسطين، وغزّة، على وجه الخصوص، في عام 2014 هي أبرز محطات الفنان الفوتوغرافية، فهناك مكث قبل بدء عدوان الثامن من حزيران/ يونيو، واستطاع بعدسته، كما يقول هو نفسه "أن يستكشف الأماكن المشتركة في مكان يكاد أن يختفي اليوم، موثّقاً بذلك التفاصيل الصغيرة من الحياة اليومية. هدفي من ذلك الحفاظ على تلك الحياة الصغيرة. إضافة إلى أنني عشت تجربة العمل في واحدٍ من أحبّ الأماكن على قلبي. نعم أنا مع الفلسطينّيين"؛ والنتيجة كانت مشروع "غزّة: كتيب تعليمات" المؤلّف من سلسلة من الصور الفوتوغرافية تصوّر الحياة في ظل الدمار والموت.
لا تفسير عقلانياً للصور، إنها جاذبية أو عطر يُستنشق عندما يكون الإنسان محاطاً بالقتل والدمار المُتعمّد: زخرفة قاعة احتفال وسط الدمار، رجل ببالون أحمر على وجهه كتب عليه "أحبك"، بقايا قنبلة تحوّلت إلى أصيص من الورد، رجل يحمل شبلاً، صياد مسترخٍ على عربة تلاطم أمواج المتوسط أقدام حصانها. جميعها، وكل صورةٍ منها تكتسب اليوم في ظل الإبادة المُمنهجة التي ترتكبها "إسرائيل" منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر بعداً يمكن أن نطلق عليه، كما يحبّ الفنان نفسه أن يقول بـ "علم الآثار الوقائي".
لا يتردد الفنان الأرجنتيني في آخر حوارٍ أجراه مع صحيفة "الباييس" الإسبانية بالقول إنّه مع غزّة في ظلّ ما تعاني من حرب إبادة. يشعر أنه فلسطيني: "لقد كانت غزّة سجنا في الهواء الطلق، ولكن مع ذلك استطاع الغزيون أن يعثروا على فجوات لتوليد الحياة. يمكن تشبيه الأمر بنبات السرخس الذي يفترش الجدران. عندما رأوا ذلك دمّروا حتى الجدار. هدموا كلّ شيء. لم يبق شيء. حتى إنني لم أكتب إلى أي من أصدقائي في غزّة لأسألهم عن أحوالهم. حقّاً أشعر بالخجل".