يُقدَّر عدد صغار السنّ من الفئة العمرية 13-15 عاماً الذين يستهلكون التبغ بنحو 37 مليون طفل حول العالم، بحسب ما تفيد البيانات الأخيرة التي كشفتها منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الموافق في 31 مايو/ أيار من كلّ عام. وتدعو مثل هذه المعطيات إلى التأهّب سريعاً قبل أن يفوت الأوان، الأمر الذي دفع المنظمة إلى إعداد تقرير حول تورّط الأطفال في استهلاك التبغ استعرضت فيه أساليب دوائر صناعة التبغ والنيكوتين التي تسبّب الإدمان بين صغار السنّ مدى الحياة. كذلك ركّزت الوكالة التابعة للأمم المتحدة على المستويات المرتفعة من استهلاك السجائر الإلكترونية بين هؤلاء.
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها المرتبط باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، قبل أيام من المناسبة، من جهة لانشغالها في الدورة السابعة والسبعين من جمعية الصحة العالمية المنعقدة حالياً في قصر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، ومن أخرى لتهيئة اليوم العالمي الذي يوفّر هذا العام "منبراً" لصغار السنّ حتى يتمكّنوا من خلاله من حثّ حكومات بلدانهم على "حمايتهم من أساليب التسويق المخادعة الشرسة التي تمارسها صناعة التبغ". وقد أكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ صناعة التبغ تستهدف الفئات العمرية الفتية من أجل "تحقيق أرباح مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان". وأشارت أنّ الأطفال يستهلكون السجائر الإلكترونية بمعدّلات تفوق مثيلاتها بين البالغين في كلّ الأقاليم التي تنشط بها المنظمة في العالم. يُذكر أنّ الأمم المتحدة تعتمد مصطلح طفل الذي يشمل كلّ إنسان تراوح عمره ما بين صفر و18 عاماً.
وفي تقديم التقرير الذي أتى في 28 صفحة، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنّ "التاريخ يعيد نفسه"، شارحاً أنّ "دوائر صناعة التبغ تحاول بيع النيكوتين لأطفالنا في عبوات مختلفة". أضاف غيبريسوس أنّ "دوائر هذه الصناعة تستهدف بنشاط المدارس والأطفال والشباب بمنتجات جديدة هي في الأساس فخّ بنكهة الحلوى"، سائلاً "كيف لهم أن يتحدّثوا عن الحدّ من الضرر (الناجم عن التدخين) في حين أنهم يسوّقون هذه المنتجات الخطرة التي تسبّب الإدمان الشديد للأطفال؟".
وتواصل دوائر صناعة التبغ، بحسب ما أفاد التقرير الذي أعدّته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شبكة "ستوب"، تسويق منتجاتها إلى الفئات الفتيّة بـ"نكهات مغرية مثل الحلوى والفاكهة". وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ بحوثاً أُجريت في الولايات المتحدة الأميركية بيّنت أنّ أكثر من 70 في المائة من مستهلكي السجائر الإلكترونية من صغار السنّ سوف يتوقّفون عن التدخين إذا صارت المنتجات متوفّرة فقط بنكهة التبغ الأصلية.
بدوره، قال مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديجر كريش إنّ "دوائر هذه الصناعة (التبغ) تتعمّد تصميم المنتجات واستخدام استراتيجيات التسويق بأسلوب يجتذب الأطفال مباشرة. ويمثّل استخدام النكهات المحبّبة إلى الأطفال من قبيل غزل البنات والعلكة، جنباً إلى جنب مع التصاميم الأنيقة والملوّنة التي تشبه الألعاب، محاولة فجّة لحمل صغار السنّ على إدمان هذه المنتجات الضارة". وفي هذا الإطار، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ مثل هذه الأساليب الخادعة تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى أنظمة قوية لحماية الفئات الفتيّة من الاعتماد الضار على هذه المنتجات مدى الحياة.
والتقرير الذي أتى تحت عنوان "تصيّد الجيل المقبل: كيف تستحوذ صناعة التبغ على مستهلكين صغار السنّ" أعدّته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شبكة "ستوب" العالمية لمراقبة صناعة التبغ. وقد سلّطتا الضوء فيه على كيفية تصميم منتجات التبغ والنيكوتين، وعلى كيفية تنفيذ حملات التسويق لتلك المنتجات، بالإضافة إلى كيفية عمل دوائر صناعة التبغ والنيكوتين لإنشاء بيئات تساعدها على تسبّب إدمان صغار السنّ.
وقد بيّنت الجهتان، معدّتا التقرير، أنّ على الرغم من التقدّم الكبير المحرز في الحدّ من تعاطي التبغ، فإنّ ظهور السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة يمثّل تهديداً خطراً لصغار السنّ ولعملية مكافحة التبغ. وتبدو الدراسات واضحة في هذا الإطار، إذ توضح أنّ استهلاك السجائر الإلكترونية يزيد من تعاطي السجائر التقليدية، ولا سيّما بين الفئات الفتية من غير المدخّنين، بنحو ثلاثة أضعاف.
وتحثّ منظمة الصحة العالمية الحكومات على حماية الفئات الفتيّة من الإقبال على التبغ والسجائر الإلكترونية ومنتجات النيكوتين الأخرى، عن طريق حظر هذه المنتجات أو فرض ضوابط مشدّدة عليها. وتشمل توصيات المنظمة إنشاء أماكن عامة داخلية خالية من التدخين بنسبة 100 في المائة، وحظر السجائر الإلكترونية المنكّهة، وحظر تسويقها وإعلانها والترويج لها، وزيادة الضرائب المفروضة عليها، وإذكاء الوعي العام بالأساليب الخادعة التي تستخدمها دوائر صناعة التبغ والنيكوتين، ودعم مبادرات التثقيف والتوعية في هذا المجال.
من جهته، قال خورخي ألداي من شكبة "ستوب" إنّ المدمنين صغار السنّ يمثّلون "مصدراً لتربّح دوائر صناعة التبغ والنيكوتين مدى الحياة". وتابع أنّ هذا هو السبب الذي يدفع صناعة التبغ والنيكوتين بقوّة إلى تهيئة بيئة تجعل منتجاتها زهيدة الثمن وجذّابة ويسهل ارتباط الأطفال بها. وحذّر ألداي من أنّه "في حال لم يتحرّك مقرّرو السياسات، فقد تواجه الأجيال الحالية والمقبلة موجة جديدة من الأضرار، تتميّز بإدمان منتجات عديدة من التبغ والنيكوتين وتعاطيها، ويشمل ذلك السجائر".
تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة مجموعات فتيّة تنشط في مختلف أنحاء العالم في مواجهة دوائر صناعة التبغ والنيكوتين و"ما تسبّبه من تأثير مدمّر وما تتّبعه من تسويق تآمري". وتعمل تلك المجموعات على فضح الممارسات الخادعة والدفاع عن مستقبل خالٍ من التبغ. وقد شاركت مجموعات عدّة من كلّ أنحاء العالم في الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (كوب 10)، التي عُقدت في بنما في فبراير/ شباط 2024، من أجل إيصال رسالة قوية إلى مقرّري السياسات مفادها: "سوف تتذكّركم الأجيال المقبلة إمّا لأنكم تولّيتم حمايتها وإمّا لأنّكم خذلتموها وعرّضتموها للخطر".
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها المرتبط باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، قبل أيام من المناسبة، من جهة لانشغالها في الدورة السابعة والسبعين من جمعية الصحة العالمية المنعقدة حالياً في قصر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، ومن أخرى لتهيئة اليوم العالمي الذي يوفّر هذا العام "منبراً" لصغار السنّ حتى يتمكّنوا من خلاله من حثّ حكومات بلدانهم على "حمايتهم من أساليب التسويق المخادعة الشرسة التي تمارسها صناعة التبغ". وقد أكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ صناعة التبغ تستهدف الفئات العمرية الفتية من أجل "تحقيق أرباح مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان". وأشارت أنّ الأطفال يستهلكون السجائر الإلكترونية بمعدّلات تفوق مثيلاتها بين البالغين في كلّ الأقاليم التي تنشط بها المنظمة في العالم. يُذكر أنّ الأمم المتحدة تعتمد مصطلح طفل الذي يشمل كلّ إنسان تراوح عمره ما بين صفر و18 عاماً.
A child should enjoy childhood, not pick up deadly habits.
Children are using e-cigarettes at rates higher than adults in many countries, we must step in and stand up for their healthy future!#TobaccoExposed pic.twitter.com/7OKJSHQtVa
— World Health Organization (WHO) (@WHO) May 31, 2024
ضحايا صناعة التبغ.. عندما يعيد التاريخ نفسه
وفي تقديم التقرير الذي أتى في 28 صفحة، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنّ "التاريخ يعيد نفسه"، شارحاً أنّ "دوائر صناعة التبغ تحاول بيع النيكوتين لأطفالنا في عبوات مختلفة". أضاف غيبريسوس أنّ "دوائر هذه الصناعة تستهدف بنشاط المدارس والأطفال والشباب بمنتجات جديدة هي في الأساس فخّ بنكهة الحلوى"، سائلاً "كيف لهم أن يتحدّثوا عن الحدّ من الضرر (الناجم عن التدخين) في حين أنهم يسوّقون هذه المنتجات الخطرة التي تسبّب الإدمان الشديد للأطفال؟".
وتواصل دوائر صناعة التبغ، بحسب ما أفاد التقرير الذي أعدّته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شبكة "ستوب"، تسويق منتجاتها إلى الفئات الفتيّة بـ"نكهات مغرية مثل الحلوى والفاكهة". وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ بحوثاً أُجريت في الولايات المتحدة الأميركية بيّنت أنّ أكثر من 70 في المائة من مستهلكي السجائر الإلكترونية من صغار السنّ سوف يتوقّفون عن التدخين إذا صارت المنتجات متوفّرة فقط بنكهة التبغ الأصلية.
بدوره، قال مدير إدارة تعزيز الصحة في منظمة الصحة العالمية روديجر كريش إنّ "دوائر هذه الصناعة (التبغ) تتعمّد تصميم المنتجات واستخدام استراتيجيات التسويق بأسلوب يجتذب الأطفال مباشرة. ويمثّل استخدام النكهات المحبّبة إلى الأطفال من قبيل غزل البنات والعلكة، جنباً إلى جنب مع التصاميم الأنيقة والملوّنة التي تشبه الألعاب، محاولة فجّة لحمل صغار السنّ على إدمان هذه المنتجات الضارة". وفي هذا الإطار، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ مثل هذه الأساليب الخادعة تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى أنظمة قوية لحماية الفئات الفتيّة من الاعتماد الضار على هذه المنتجات مدى الحياة.
Tomorrow is #WorldNoTobaccoDay.
Tobacco companies have been using flavours to hook kids and teens for ages. Now they’re doing the same with new products to target younger generations. Let’s step in & put an end to these manipulative tactics for good! #TobaccoExposed #NoTobacco pic.twitter.com/hHTiXBSvxd
— World Health Organization (WHO) Western Pacific (@WHOWPRO) May 30, 2024
صناعة التبغ تستحوذ على مستهلكين صغار السنّ
والتقرير الذي أتى تحت عنوان "تصيّد الجيل المقبل: كيف تستحوذ صناعة التبغ على مستهلكين صغار السنّ" أعدّته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شبكة "ستوب" العالمية لمراقبة صناعة التبغ. وقد سلّطتا الضوء فيه على كيفية تصميم منتجات التبغ والنيكوتين، وعلى كيفية تنفيذ حملات التسويق لتلك المنتجات، بالإضافة إلى كيفية عمل دوائر صناعة التبغ والنيكوتين لإنشاء بيئات تساعدها على تسبّب إدمان صغار السنّ.
وقد بيّنت الجهتان، معدّتا التقرير، أنّ على الرغم من التقدّم الكبير المحرز في الحدّ من تعاطي التبغ، فإنّ ظهور السجائر الإلكترونية وغيرها من منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة يمثّل تهديداً خطراً لصغار السنّ ولعملية مكافحة التبغ. وتبدو الدراسات واضحة في هذا الإطار، إذ توضح أنّ استهلاك السجائر الإلكترونية يزيد من تعاطي السجائر التقليدية، ولا سيّما بين الفئات الفتية من غير المدخّنين، بنحو ثلاثة أضعاف.
وتحثّ منظمة الصحة العالمية الحكومات على حماية الفئات الفتيّة من الإقبال على التبغ والسجائر الإلكترونية ومنتجات النيكوتين الأخرى، عن طريق حظر هذه المنتجات أو فرض ضوابط مشدّدة عليها. وتشمل توصيات المنظمة إنشاء أماكن عامة داخلية خالية من التدخين بنسبة 100 في المائة، وحظر السجائر الإلكترونية المنكّهة، وحظر تسويقها وإعلانها والترويج لها، وزيادة الضرائب المفروضة عليها، وإذكاء الوعي العام بالأساليب الخادعة التي تستخدمها دوائر صناعة التبغ والنيكوتين، ودعم مبادرات التثقيف والتوعية في هذا المجال.
من جهته، قال خورخي ألداي من شكبة "ستوب" إنّ المدمنين صغار السنّ يمثّلون "مصدراً لتربّح دوائر صناعة التبغ والنيكوتين مدى الحياة". وتابع أنّ هذا هو السبب الذي يدفع صناعة التبغ والنيكوتين بقوّة إلى تهيئة بيئة تجعل منتجاتها زهيدة الثمن وجذّابة ويسهل ارتباط الأطفال بها. وحذّر ألداي من أنّه "في حال لم يتحرّك مقرّرو السياسات، فقد تواجه الأجيال الحالية والمقبلة موجة جديدة من الأضرار، تتميّز بإدمان منتجات عديدة من التبغ والنيكوتين وتعاطيها، ويشمل ذلك السجائر".
تجدر الإشارة إلى أنّ ثمّة مجموعات فتيّة تنشط في مختلف أنحاء العالم في مواجهة دوائر صناعة التبغ والنيكوتين و"ما تسبّبه من تأثير مدمّر وما تتّبعه من تسويق تآمري". وتعمل تلك المجموعات على فضح الممارسات الخادعة والدفاع عن مستقبل خالٍ من التبغ. وقد شاركت مجموعات عدّة من كلّ أنحاء العالم في الدورة العاشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (كوب 10)، التي عُقدت في بنما في فبراير/ شباط 2024، من أجل إيصال رسالة قوية إلى مقرّري السياسات مفادها: "سوف تتذكّركم الأجيال المقبلة إمّا لأنكم تولّيتم حمايتها وإمّا لأنّكم خذلتموها وعرّضتموها للخطر".
37 MILLION YOUTH aged 13-15 use tobacco globally.
This World No Tobacco Day, it is time to speak out and step in!
See our report and learn more on how tobacco targets youth to cash in profits, creating a new wave of addiction: https://t.co/8NBqCk3Ngv #TobaccoExposed pic.twitter.com/0UFhutzyxR
— World Health Organization (WHO) (@WHO) May 31, 2024