اتخذ المدير الفني لمنتخب المغرب، وليد الركراكي (48 عاماً)، قراراً جريئاً باستبعاد لاعبي الدوري المحلي، من القائمة النهائية، التي ستشارك في المعسكر التدريبي المغلق، بمركز محمد السادس لكرة القدم بالرباط، استعداداً لمباراتي زامبيا وجمهورية الكونغو، المقررتين في السابع والـحادي عشر من يونيو/ حزيران المقبل، لحساب الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات بطولة كأس العالم، التي تستضيفها أميركا وكندا والمكسيك، عام 2026.
واكتفى المدرب، وليد الركراكي بتوجيه الدعوة فقط، لحارس نادي الجيش الملكي، مهدي بنعبيد (26 عاماً)، في وقت استبعد فيه أسماء أخرى، على غرار الظهير الأيمن لنادي الوداد الرياضي، أيوب العملود (30 عاماً)، وقائد الفريق العسكري، ربيع حريمات (29 عاماً).
قناعات الركراكي
أوضح المدير الفني لمنتخب أسود الأطلس، وليد الركراكي، خلال المؤتمر الصحافي، الثلاثاء، أن استبعاد لاعبي الدوري المحلي من خوض مباراتي زامبيا والكونغو، يعود أساساً إلى قناعات شخصية، مشيراً إلى أنه لن يوجه الدعوة إلى أي لاعب، لإرضاء الجماهير، أو أشخاص بعينهم، وذلك أثناء جوابه عن سؤال حول عدم استدعاء قائد نادي الجيش الملكي، ربيع حريمات. ويبدو أن الركراكي مقتنع بخياراته الفنية، ولن يرضخ لضغوط من الجماهير، أو بعض وكلاء اللاعبين، الذين يحاولون التأثير على قراراته، من أجل استدعاء بعض لاعبي الدوري المحلي، رغم أنهم أقل مستوى من نظرائهم، الذين يلعبون في مختلف الدوريات الأوروبية.
الفشل في المسابقات الأفريقية
يرى متابعو المنتخب المغربي، أن فشل لاعبي الدوري المحلي في المسابقات الأفريقية، وخروجهم مبكراً من دوري أبطال أفريقيا، باستثناء لاعبي نهضة بركان، الذين لم يتركوا أيضاً بصمتهم في مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، أحد أبرز الأسباب، التي دفعت المدرب، وليد الركراكي، إلى الاعتماد على المحترفين، الذين يلعبون في صفوف بعض الأندية الأوروبية والعربية، إضافة إلى عوامل موضوعية أخرى، من أبرزها تألقهم في الدوريات الأوروبية، وتتويجهم مع أنديتهم بألقاب وكؤوس قارية ومحلية، كما أن الأداء الفني للاعبي الدوري المحلي أقل بكثير مما يقدمه المحترفون خارج المغرب.
ضعف مستوى الدوري المغربي
من بين الأسباب التي جعلت المدرب، وليد الركراكي، يعتمد على محترفي الدوريات الأوروبية في تشكيلة منتخب المغرب، ضعف المستوى الفني للدوري المحلي في السنتين الأخيرتين، خصوصاً بعد هجرة عدد من المواهب الصاعدة إلى أوروبا، من أجل مواصلة مسيرتهم الاحترافية. ووفقاً لما كشفه مصدر من الجهاز التدريبي لمنتخب المغرب، لـ "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، رفض ذكر اسمه، فإن المدرب، وليد الركراكي، اتخذ القرار الصائب بالاعتماد على المحترفين من خارج المغرب، وقال ذاكراً: "ليس هناك لاعب في الدوري المحلي يستطيع مثلاً منافسة سفيان أمرابط، وعز الدين أوناحي، وحكيم زياش، وإبراهيم دياز، وغيرهم، لهذا يجب على اللاعبين المحليين أن يطوروا أداءهم الفني والبدني أكثر، ولن يتحقق ذلك إلا بالمنافسة في المستوى العالي".